ليس بالضرورة أن تنظم هيئة الصحفيين لقاءات أسبوعية أو شهرية يجتمع فيها الإعلاميون, وليس ثمة حرج يطولها لنجاح المنتديات الإعلامية التي ينظمها عدد من الإعلاميين بجهود شخصية, وذلك لاعتبارين رئيسين:
الأول: إن المجتمع المدني يتيح للأفراد أن يديروا (حاجاتهم) بالطرق التي يرونها مناسبة وبما يتناسب مع الأنظمة المحلية, وأن يكون الإنسان فيها فاعلاً كشخص وفاعلاً مع فرق العمل التي ينضم إليها, وخدماتها تصل للجميع بعيداً عن أيّ تحزب أو طائفية.
والثاني: إن الانتظار بأن تقوم هيئة الصحفيين بكل شيء للصحفيين, أمر غير صحيح, لأن هيئة الصحفيين ليس بمقدورها فعل كل شيء, وأن التفكير بهذه الطريقة يحيلنا إلى التفكير الأبوي الذي ينتظر من المنشأة أن تدير حياة الناس وتأخذ بيدهم بكل صغيرة وكبيرة بصورة يكون فيها إنساناً سلبياً لا حراك له.
أما ما يشاع بأن أهم أدوار هيئة الصحفيين الدفاع عن الصحفيين, والترافع عنهم أمام القضاء, فهو أمر غير صحيح, الهيئة منشأة دورها سن الأنظمة والقوانين ورعاية الأنشطة الإعلامية بمختلف أنواعها ورسم السياسات العليا وتهيئة فرص تطوير العمل الصحفي, في حين تبقى (القضايا القانونية) للصحفيين من اختصاص الجهات المسؤولة, إذا كان له حق فسيأخذه وإذا كان عليه حق فيؤديه, لأن معنى دفاع هيئة الصحفيين عن الصحفي, أنها ستدافع عنه بغض النظر عن نوع وشكل وطبيعة القضية القانونية, وهذا أمر غير دقيق وليس مقبولاً على إطلاقه.
إن دفاع الجمعيات عن منسوبها قانونياً -ظالماً أو مظلوماً- يدخلها في متاهات لا حصر لها, ويحولها من جمعيات (مدنية) إلى جمعيات (حزبية) لأن لوائح المحكمة تنطبق على الكل بغض النظر عن جهته التي يعمل بها.
Ra99ja@yahoo.com