الطائف - عليان آل سعدان
توفي أحد المواطنين بعد عودته من مسعى خيري نجح من خلاله في عتق رقبة شاب محكوم عليه بالقصاص.. وكان المواطن، الذي نحتفظ باسمه، قد بدأ مسعاه الخيري لعتق رقبة لوجه الله تعالى بعد أن طلب منه أهل المحكوم عليه بالقصاص التدخل في القضية وكسب الأجر والثواب والسعي لدى أهل الدم بعد فشل كل المساعي في هذه القضية.
وقال الابن الأكبر لهذا المواطن إن والده، الذي يبلغ من العمر 70 عاماً، قد عرض عليه منذ فترة التدخل في القضية من قِبل أهل القاتل لكن الوقت والظروف آنذاك لم تكن مناسبة وقدم وقتها اعتذاره حتى لا تتعقد الأمور وتزداد المشاكل ويصبح هو الآخر طرفاً فيها فعلاقته بكل من أسرة المقتول والقاتل ممتازة، وله مكانه كبيرة لديهم، لكنه فُوجئ الأسبوع الماضي بوالد ووالدة القاتل يطرقان بابه مرة أخرى للقيام بعمل لوجه الله ووضعا في يده كل الإمكانيات وسلماه صكوكاً لأراضٍ وعمائر تزيد قيمتها على أكثر من عشرة ملايين ريال ووضعاها تحت تصرفه من أجل عتق رقبة ابنهما وبعد إكرامهما، حسب العادات والتقاليد، وعدهما بالسعي لدى أهل الدم لوجه الله.
وتحدث الابن عن قصة نجاح هذا المسعى قائلاً: بعد خروج والد القاتل ووالدته من منزلنا سألت والدي، رحمه الله، ماذا سيفعل في الأمر بعد أن فشلت جهود ومساعٍ كثيرة في هذه القضية وبعد أن وصلت قيمة الدية في بعض هذه المساعي إلى أكثر من 20 مليون ريال؟.. لكن الوالد رد بالقول سنحاول أن نعمل شيئاً في هذه القضية والتوفيق والنجاح من عند الله، وقبل أذان الفجر أيقظني والدي من النوم وخرجت معه كالعادة لأداء الصلاة في المسجد وبعد بالانتهاء من الصلاة، وعلى غير العادة، ظل جالساً يكثر من الصلاة والدعاء، ثم توجهت برفقته إلى منزل أهل الدم واستقبلونا وأكرمونا، بعدها بدأ الوالد بالحديث عن العفو والتسامح والمحبة والكرم ونجح بتوفيق من الله في الحصول على موافقة الوريث الشرعي على التنازل عن القصاص لوجه الله، وأخذ عليه موثقاً بذلك بحضور والدة المقتول وأشقائه وشقيقاته.