Al Jazirah NewsPaper Friday  09/01/2009 G Issue 13252
الجمعة 12 محرم 1430   العدد  13252
تقدير الضيف
شاكر بن أحمد إمام *

 

تأمل خي العزيز إلى هذا الحديث الغريب وهو في الصحيح (أن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه قال محمد ولا أقول ذلك في يوم واحد فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة دخل أبوبكر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) وفي لفظ صحيح مسلم (إن عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته) فتأمل أخي الحبيب كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم غطى ساقيه واعتدل في جلسته إكراما للرجل الداخل وهو عثمان ولهذا قال الشراح (وأما التغطية فكانت للأدب والاستحياء منه) فانظر إلى أدب المصطفى في تقديره لأصحابه وهم في المنزلة دون منزلته ومع ذلك كان يقدرهم ويراعي أحوالهم فعثمان تميز بشدة الحياء فكان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي هذه الصفة وهي صفة طيبة مطلوبة من المسلم الرجل والمرأة فتقديرها مطلوب أيضا والإنسان الذي يقدر الضيف دليل على خلقه الكبير وحسن عشرته لأصحابه وحبا في مجالستهم هذا في الأمور المباحة فكيف إذا كنت تفعل محرما من الأغاني وغيرها من المنكرات ودخل عليك من لا يريد هذا المنكر فالأولى والأجدر بك أن تترك المنكر طاعة لله وتقديرا للضيف وليس عنادا بحجة أن ترى جوازه أو تحليله والله المستعان.

* تبوك



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد