نحن في هذه المملكة المباركة المملكة العربية السعودية لنا تميزنا ولنا حضورنا الخاص جدا، وهذا التميز والحضور تجلى في عدة صور وعدة مواقف ومنها تلك التظاهرة الرائعة والمثمرة والمغدقة بالعطاء لشعب فلسطين الجريح في غزة الأبية التي أمر بها وقاداها بتبرعهما السخي قدوتنا في فعل الخير ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وأشرف عليها بكل قدرة وحنكة ورعاية وعناية وزير أمننا أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وهذه نعمة من نعم الله علينا فالإنسان السعودي تعود أن يشاهد ولاة أمره قد سبقوه في كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الإنسان.
في هذه الحملة المباركة لإخواننا في غزة الأبية وغيرها من الحملات السابقة دائما من خلالها يبرهن المواطن السعودي أنه إيجابي بكل معاني الكلمة فهو يجيد الفعل الإيجابي ولا يعرف التصرف الغوغائي والتجمعات والخطب والهتافات التي تؤجج المشاعر ولا تداوي الجراح ولا تضمدها!! فالمشرف لنا نحن كسعوديين أننا عبرنا عن مشاعرنا تجاه أهلنا في غزة بكل سكينة ووقار وروائع صور العطاء حيث تمت تلك الحملة كما تمت الحملات السابقة المماثلة وتجلت في تلك الحملة صور رائعة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر صورة ذلك المعاق وهو يحرك بيديه كرسيه للوصول إلى مقر الحملة وحين وصل ما كان منه إلا أن قدم ذلك الكرسي تبرعا منه لإخوانه في غزة، أو أولئك الأطفال الذين تقاطروا إلى مقار الحملة في جميع مناطق المملكة وقد قدموا ما يملكونه من مال لصالح الحملة أو أولئك النسوة اللاتي تبرعن بكل حليهن أو تلك العروس التي تبرعت بمهرها كله إلى آخر ذلك من الصور والمواقف التي تثبت ما يتمتع به المواطن السعودي من نصرة عملية لإخوانه في غزة الأبية.
ولنصرة إخواننا في غزة لنا -ولله الحمد- موقف مع الدعاء ذلك السلاح الذي يخشاه الأعداء فواقعنا يشهد ذلك التواصي بالدعاء لهم ويشهد أيضا تلك الأكف الطاهرة وهي ترتفع بالدعاء فغزة وفلسطين كلها لها من دعائنا نصيب وافر في كل يوم لكن في هذه الأيام يتأكد ذلك الدعاء.
ستبقى -بإذن الله تعالى- مملكتنا الغالية - المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً شامخة عاملة ومعتزة بخدمة الإسلام والمسلمين وصدرا رحبا لكل مسلم ومسلمة وبلسما لجراحهم وسندا لهم رجاء ما عند الله لا تريد جزاء ولا شكورا من أحد، وأنا أشاهد ملحمة الدعاء والعطاء لا أجد إلا أن أقول طبت بلادي وطاب ممشاك وتبوأت من العزة والسؤدد أرقى المنازل ودمت ما بقي الليل والنهار عزيزة والله يرعاك. آمين.
amaljardan@gmail.com