دخلت يوماً أحد المحلات التجارية، فدخل رجل يريد أن يشتري دخانا فقال له البائع: لا نبيع الدخان فخرج من المحل مغضباً، فشكرت البائع وأثنيت عليه بما يستحقه، وإذا برجل من خلفي لا أعرفه ولا يعرفه البائع وليس عليه علامة شرب الدخان بل إنه حسن المنظر وإذا به يقول: (بع الدخان ما عليك من الناس) ثم خرج من المحل فسألت البائع تعرف هذا الرجل؟ قال: لا. فقلت في نفسي سبحان الله كيف الإنسان يجلب إلى نفسه الذنب وقد عافاه الله منه، لقد رمى هذا المسكين بكلمة أمر بمنكر لا يدري ما مكانها عند الله عسى الله أن يتوب عليه، وقد كان حريا به أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أو يكف شره لأنه مسلم مأمور بذلك بقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} فهذا لا أمر بالمعروف ولا ترك الناس يأمرون بالمعروف ويفعلونه. ويسمع عن مثل هذا النوع في المجتمع هدانا الله وإياهم، ولو أدركوا جيدا ما يقدمون عليه وما فيه من الخطر عليهم وعلى المسلمين لما عمدوا إلى ذلك، ولقد قال صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام تركه ما لا يعنيه. وقال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، وفي رواية أو ليسكت. ولو طبق الناس هذا الحديث وضموا إليه قوله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه لزالت كل مشاكل المجتمع.

فاللهم أصلح الأحوال.