من فضائل السلام وإلقائه على المسلم: إفشاء اسم الله بين الناس ومن أسباب المحبة ودخول الجنة ومن صفات أولياء الله وإحياء لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإغاظة اليهود، ومن أسباب زوال الشحناء والتباغض وقطع للهجران والتباعد وأمور كثيرة، وأفضل صيغ السلام: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).. أجرها (ثلاثون حسنة)، أمَّا (السلام عليكم ورحمة الله) ففيها (عشرون حسنة) و(السلام عليكم) فيها عشر حسنات، ويقابل ذلك فضل الرد.
ومن أهم فضائل المصافحة عند السلام: تناثر خطايا المتصافحين كما يتناثر ورق الشجر. كما أن مَن أوصى إليك بالسلام تقول له: وعليك وعليه السلام ورحمة الله وبركاته. ويرد المصلي إشارة بيده. وذلك بأن يبسط كفه فيجعل بطنها إلى الأرض وظهرها إلى السماء. وإذا دخل المرء مكاناً فيه نائمون سلم سلاماً يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم.
وإذا مر على جماعة فيهم مسلمون وكفار ألقى السلام ناوياً به المسلمين، ولا يسلم على من كان يقضي حاجته من بول أو غائط ونحوهما، فإن سلم عليه أحد فلا يرد عليه السلام؛ احتراماً وتقديراً لاسم الله تعالى. وعلى الماشي إلقاء السلام على الجالس، والنازل على الصاعد، والصغير على الكبير، والداخل على الجالسين، ويجلس في أقرب مقعد منه. ويلقي المرء السلام بصوت يسمعه الجميع دون صراخ أو خفض. ويصاحب السلام عند إلقائه ابتسامة وبشاشة وجه منطلق.
والسلام على غير المسلم بكلمة (مرحباً) وله مصافحته، وإن سلم غير المسلم يرد عليه بقوله: (وعليكم) فقط والسلام سنة ورده على المسلم واجب يمليه الشرع.
وهو حق لأخيك المسلم؛ فلا تكفي الإشارة باليد بل لا بد أن يصاحبها نطق بالكلام؛ فهو من أنواع الذكر ومفتاح للقلوب وراحة للنفوس وسكينة ووقار للمسلم؛ فيجب أن نعود أنفسنا وأبناءنا ومن تحت رعايتنا على إلقاء السلام والحرص عليه والمبادرة إليه وهو من طباع المسلمين وعلامة مودة وتبادل للمشاعر وهو مفتاح اللقاءات وبوابة لدخول المرء في الحديث. وهو علامة مضيئة يتميز بها المسلم، ورباط لكافة الناس؛ حيث نلاحظ بعض مَن لا يسلم أو من لا يرد السلام لأنه غير معني بك أو لا يعرفك. وهذا أمر خطير؛ فعلى المسلم أن يسلم على من يعرف ومن لا يعرف؛ فنحن بحاجة إلى مضاعفة الأجر ونشر الألفة والمحبة بإلقاء تحية الإسلام هذه الجملة البسيطة السهلة التي يتطلب تعويد اللسان على قولها مراراً وتكراراً في شتى الأماكن واللقاءات وزرع جذور التعارف بواسطتها، وهذا ما يميز المسلمين بإخوتهم وترابطهم وكأنهم بنيان مرصوص. نسأل الله أن ينشر السلام بيننا ويصفي النفوس حولنا وأن يجعلنا هداة مهتدين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* المستشار الشرعي - عضو الجمعية الفقهية السعودية