العريش - موفد الجزيرة - أحمد القرني - واس
وصلت طائرة الإخلاء الطبي السعودية الخامسة إلى الرياض الليلة الماضية وهي تقل ثمانية جرحى فلسطينيين من مطار العريش في مصر لتلقي العلاج في مستشفيات المملكة إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باعتماد معالجة الجرحى الفلسطينيين في جميع مستشفيات المملكة التخصصية والمرجعية والعامة كل حسب حالته الصحية.
وقد أعدت وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي فرق طوارئ بانتظار الجرحى في المطار لتوزيعهم على عدد من المستشفيات في الرياض وسط متابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي ومعالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع.
وكان في استقبال المصابين لدى وصولهم مطار قاعدة الرياض الجوية السفير الفلسطيني لدى المملكة جمال عبداللطيف الشوبكي والمشرف على الإدارة العامة للطوارئ والنقل الخارجي بوزارة الصحة الدكتور طارق العرنوس.
وأوضح الدكتور طارق العرنوس أن الحالات الثمان تعاني من إصابات وكسور متعددة ومن بينها حالة واحدة في العناية المركزة، كما توجد طفلة عمرها تسعة أشهر أصيبت بشظية صاروخ ووضعها مطمئن ومستقر ولله الحمد.
وقال: إن هذه الحالات ستحول إلى مستشفيات القطاعات المختلفة وهي مستشفى القوات المسلحة والحرس الوطني وقوى الأمن ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومستشفى الملك خالد الجامعي ومدينة الملك فهد الطبية وجميع الحالات مطمئنة ولله الحمد، وقد رافقهم طبيب أشرف عليهم خلال هذه الرحلة.
من جهة ثانية قال السفير الفلسطيني لدى المملكة في تصريح مماثل: إن مجرد وصول المصابين إلى المملكة يشعرنا بالاطمئنان عليهم لأنهم سيحظون بكل رعاية وستقدم لهم جميع الخدمات الطبية اللازمة ولاحظنا في الأيام السابقة أنه بعد مرور أربع وعشرين ساعة من وصولهم أن هناك تغيراً جوهرياً كبيراً نتيجة العناية الطبية الجيدة.
وأضاف قائلاً: أما الأوضاع في غزة فهي صعبة وما نشاهده في التلفزيون وما نسمعه من المرافقين هؤلاء معظمهم خرج اليوم (أمس) من غزة أثناء وقف إطلاق النار لمدة ثلاث ساعات وهم يتحدثون عن صور مأساوية لإصابة المدنيين حيث عوائل بكاملها تباد وما يجري في هذه الحرب هو جريمة حرب ضد المدنيين العزل وهي حرب غير مبررة وشهية العدو في القتل هي السبب في ذلك.. ورسالتي للعالم هي أن هذه الجريمة لو حدثت في أي مكان في العالم ولو قامت بها أي دولة غير إسرائيل لتحرك المجتمع الدولي ولحاسبوا القادة وقدموهم للمحاكمة بوصفهم مجرمي حرب ونحن نسأل المجتمع الدولي إلى متى يمكن أن تعتبر إسرائيل فوق القانون الدولي وتعفى من المحاسبة؟! ونناشد المجتمع الدولي للتدخل فوراً لوقف هذا العدوان.
وكانت الطائرة قد أقلعت مساء أمس الأول من مطار العريش بمصر تحمل 8 مصابين فلسطينيين منهم طفلة تبلغ 9 شهور وثلاث حالات عناية مركزة والآخرين كسور وحالات بتر بالقدم والأيدي وعشرة مرافقين، متجهة إلى عاصمة مملكة الإنسانية الرياض مطار القاعدة الجوية، ليتلقوا علاجهم بمستشفيات المملكة.
وأوضح رئيس الفريق الطبي السعودي بالعريش الدكتور خالد الحبشي أن هذه الرحلة تأتي بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين (حفظهما الله) لتقديم كل ما يمكن من خدمات صحية لهم، من جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي عليهم.
وأشار د.الحبشي إلى متابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الدائمة يومياً ومعالي وزير الصحة د.حمد المانع للاطمئنان على وضع المصابين والجرحى من إخواننا الفلسطينيين وإمكانية سرعة إرسالهم لتلقي العلاج بالمملكة، بالإضافة لإيصال المساعدات الطبية التي تقدمها مملكة الإنسانية لأشقائها من الشعب الفلسطيني.
كما أشار د.الحبشي للدور المتميز الذي يقوم به معالي سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ هشام ناضر وأعضاء السفارة من اتصالات لتسهيل مهمة الفريق الإغاثي السعودي في الأراضي المصرية، الذي نشهد ثماره في العمل الميداني من الجانب المصري بمختلف أجهزته الأمنية الصحية ومسؤولي مطار العريش ومعبر رفح في سرعة إنهاء نقل المساعدات السعودية لإيصالها للجانب الفلسطيني ونقل المصابين والجرحى على طائرات الإخلاء الطبي المتجهة للرياض.
وقد عبر مرافقو المصابين والجرحى الفلسطينيين عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين على هذه الوقفة الإنسانية، ودعوا الله تعالى أن يحفظ الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يقف مع الفلسطينيين وقضاياهم عامة.
هذا وقد كان في وداع الرحلة الطبية الخامسة كل من رئيس الفريق الطبي السعودي بالعريش د.الحبشي ومندوبي الهلال الأحمر السعودي وفريق عمل سفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة المتواجدين بالعريش ومندوب المالية محمد العثمان ومنسق سفارة فلسطين بالعريش محمد عرفات.