أحب كل الناس.. فأحبوه.. كان رقيقاً ودمثاً وقريباً إلى القلب.. تسبقه ابتسامة رقيقة.. قبل أن تصافحك يده ورغم قسوة المرض الذي عاناه وأفضى به إلى الموت.. كان قوي الإرادة يصارع مرضه بإيمان وثبات.. يعمل ويثابر ويسافر ويتجشم التعب وهو محتسب لربه.. هكذا عاش طلعت وفا ورحل مبتسماً مستسلماً لأجله وقد ترك خلفه أسرته المحبة له وأصدقاءه المحبين له أيضاً.
التقيت مع الفقيد في أكثر من مناسبة وتزاملنا في أكثر من رحلة رسمية.. وكنت في كل مرة أراه كيف يتحامل على نفسه ويعمل بكل إخلاص لخدمة وطنه من خلال صحيفة الرياض يمدها بالخبر والصورة والتحليل والتعليق.. مؤكداً على قدرته وموهبته الصحفية التي لا تعرف الكلل أو التوقف.. مع حرصه على مساعدة كل من يحتاج من المحررين والمصورين لأي لقطة أو معلومة أو ترجمة لأنه يملك قلباً نقياً أبيض ويحمل في دواخله طيبة متناهية أكسبت شخصيته احترام الآخرين ومحبتهم.
قلت له مرة في إحدى السفرات الرسمية في الخارج.. لا تجهد يا طلعت نفسك كثيراً.. وأنت تعاني ما تعاني.. قال لي: أبداً.. راحتي في مواصلة العمل وسعادتي في إنجاز مهمتي الصحفية.. لخدمة وطني الغالي.. وهنا أكبرت في طلعت روحه الطموحة.. وقلبه المتقد بالحماس والإخلاص.
وإذا كان رحمه الله.. قد ودعنا ورحل عن دنيانا الفانية فإنه ترك حباً لن يغيب عنا.. سنذكره على الدوام لأنه كان صادقاً في حبه للآخرين.. ويبقى حبنا له باقياً لكل الشمائل التي تركها ولكل السمعة العطرة التي خلفها.. ولكل العطاء المخلص الذي قدمه عبر مسيرته الصحفية.
.. طلعت
لن أقول وداعاً.. فغداً في سموات الخلود عند رب الخلود سنلتقي بجنة الخلود بمشيئته وعفوه وكرمه ومغفرته.
رحمك الله.