عام يغادر وعام قادم مثلما هناك إنسان يرحل من الدنيا وآخر ينزل إليها قلوب بلا رحمة وحروب بل هوادة وعقود مضت من النزاعات والحروب أكلت الأخضر واليابس والملابس فاقتطع الشجر وطحن الحجر والجبال ليس للبناء بل لتزيين قصور الأغنياء بالقرب من صفيح التعساء حتى كاد الإنسان أن ييأس من هذه الحياة التي طغى فيها الباطن ورجح بميزان الحق على مستوى الدول والأفراد الذين أصبحت حياتهم وحالهم من سواد إلى سواد وليس هناك من بياض سوى بياض الثلج والبرد القارس ليزيد ارتعادهم وآلامهم وجوعهم وأوجاعهم ليس في غزة وحدها ولكن في أماكن تطفو على بحر من الغنى المجيري للمتنفذين ولأناس دون أناس وقلوب دخلها الوسواس الخناس فاستولت على الألماس وتركت للآخرين الهم والباس. هناك جروح دفينة تئن منها قلوب حزينة، المحكوم هو الطفل والثكلى والشيخ المكلوم فلم تنقذهم كلمات الشجب والاستنكار في الأخبار وليس لهم حيلة بالفرار مثل الرجل المنهار فماذا يقول الحكماء والشعراء في مأساة الضعفاء فالسكوت والخجل أفضل من الشعر والزجل.
|
وقفة من شعر راشد الخلاوي:
|
يقول الخلاوي والخلاوي راشد |
بالقيل غالي مثل غالي الجلايب |
يا مدي يم النشاما نصيحه |
من حاضر منهم ومن كان غايب |
من لا يحصل باول العمر طوله |
فهو عاجز عنها إذا صار شايب |
ومن خاب في أول صباه من الثنا |
فهو لازم في تالي العمر خايب |
كما مورد ضاميه والقيظ قد صفا |
على بارد الثريا هبيل النشايب |
ومن لا يرد عد اتناني جمامه |
قراح غزير المامنيع المجاذب |
لكن دعاثير الغيا حول جاله |
على معطن الما مقعيات الثعالب |
|