Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/01/2009 G Issue 13256
الثلاثاء 16 محرم 1430   العدد  13256
ممر
التعليم خبر مبهج.. وآخر (منسي)!
ناصر صالح الصرامي

 

أنهى الملك عبد الله بن عبد العزيز هذا الأسبوع، نحو 12 عاماً من معاناة نصف المعلّمين والمعلّمات في المملكة، ممن عملوا لسنوات طويلة في مستوى ظل أقل من استحقاقهم الوظيفي، وأقل من مؤهلاتهم، وطبعاً قبلوا بذلك واستمروا على مستويات متواضعة، لأنها كانت الخيار المتاح، قبل أن يتم استحداث 204 آلاف وظيفة تعليمية جديدة لتسوية أوضاعه. القرار الملكي الحاسم جاء فورياً بعد توصية أصدرتها اللجنة الوزارية المكلّفة بتحسين الأوضاع الوظيفية للمعلّمين والمعلّمات. وزير التربية والتعليم وصف القرار بأنه (تاريخي)، طبعاً الخبر مهم ومؤثِّر ومفرح لأكثر من 200 ألف عائلة ستشعر بالاستقرار مع تحسين الأجور، إضافة إلى تحسين هيبة وقيمة مهنة التعليم. ولسنا بحاجة الآن للخوض في الفراغات الزمنية الطويلة لهذا التأخير، وتشعبات اللجان الوزارية ودهاليزها الإدارية، قبل رفع صيغة القرار الذي جاء من أجل تصحيح وضع ظل مختلاً لسنوات طويلة مرت. لكن يبقى الحديث عن المعلّمين والمعلّمات مرتبطاً بمكونات أساسية في نظام التعليم العام، والذي يواجه تحديات مستمرة ومهمة، واحتياجات تطوير طال انتظارها. ولعلكم لا تزالون تتذكّرون الحديث القديم جداً والمكرر حول المناهج والجدل الدائر، جدل لم يقدم كثيراً، ولكنه أخرنا كثيراً جداً، حيث تطوير المناهج ونتيجة للحساسية المصطنعة، ما زال في مختبرات سرية داخل أروقة الوزارة العتيقة، أو قبوها، ولا تزال تجارب القص واللزق قائمة، ولكن دون تطوير حقيقي للجوهر هذا من جانب.

من جانب آخر، الطلاب الصغار - على الأقل - مهددون بعاهات تلحق بعمودهم الفقري من ثقل ما يحملوه من كتب، تمنع نموهم الجسماني والذهني، إضافة إلى تكلفة طباعية تحتاج إلى تكلفة إضافية - ترصدها وزارة الصحة لمعالجة هذه العاهات الجسدية، هذا بخلاف العاهات الفكرية بعد إكمال عملية الحقن التعليمية، وحفظ أكثر من ثلث المنهج، وإعادة كتابة الثلث الثاني، والنقل حرفياً للثلث للمتبقي، في عملية تلقين هي أبعد من أن تنتهي! واقع يحتاج إلى تغيير جذري، من أجل إعادة تأهيل المناهج التعليمية في التعليم العام وتطوير وسائلها، بل لعلنا وصلنا إلى مرحلة لا تتعلّق بإحداث نقلة تطويرية فقط، وإنما ثورة تقلب المناهج على رأس أصحابها, من أجل إنتاج أجيال معاصرة، تستطيع المنافسة، واستيعاب تطور العلم وتقنياته. فهل نلوم القيمين على تطوير المناهج؟ أم البرامج والخطط التي علّقت؟ والأفكار التي عطلّت؟ أم المشاريع التي لعقت؟، أم نلوم.. نلوم المناهج التي لا تطور نفسها؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد