الرياض - محمد بدير
نادى تقرير حديث صادر عن منظمة الخليج للاستشارات الصناعية بقيام صناعة خليجية للسيارات، خصوصاً أن منطقة الخليج تمتلك عنصرين مهمين هما الطلب الكبير على السيارات والإمكانات الاقتصادية.
وشهد سوق السيارات على مستوى العالم نمواً قدره 3% خلال عامي 2007 و2008م في حين بلغ النمو في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا 11% وفي الوقت ذاته فإن 30 - 40% من سكان دول الخليج ما زالوا يقعون في الفترة العمرية الصغيرة التي لم تصل بعد إلى السن القانونية التي يسمح لها بقيادة السيارات.
وهذه العوامل مجتمعة ترصدها الدراسة التي نشرت باللغة الإنجليزية تحت عنوان Automotive Industry in the GCC (صناعة السيارات في دول الخليج)، والتي تستنكر عدم قيام صناعة سيارات في المنطقة على الرغم من توافر كل العوامل التي تؤكد نجاح الاستثمار في مثل هذه الصناعة، خصوصاً أن المنطقة تتمتع بانخفاض أسعار الوقود وارتفاع مستوى الدخل الفردي والطلب المتزايد على السيارات لدرجة امتلاك الأسرة الخليجية الواحدة أكثر من سيارتين في المتوسط، غالبتها فئة السيارات الخاصة التي تنمو بمعدلات تكاد تقارب معدلات النمو السكاني الكبير الذي تشهده المنطقة، والتي بلغ حجم الاستيراد منها فقط في المملكة عام 2007م نحو 481000 سيارة.
وتستغرب الدراسة الاستمرار في الاعتماد بشكل أساسي على الاستيراد من الخارج لتلبية احتياجات المنطقة من السيارات، والاكتفاء فقط بقيام صناعات متواضعة لبعض مكونات السيارات أو قطع الغيار الصغيرة، في الوقت الذي تتوافر فيه عوامل أخرى مساندة ستسهم في قيام صناعة ناجحة، مثل توافر الصناعات والخدمات المساندة، فقد بلغ عدد ورش السيارات في السعودية والإمارات فقط في عام 2005م نحو 22000 ورشة، كما نمت صادرات منطقة الخليج من إكسسوارات السيارات بنسبة تزيد على 20%، بحسب الدراسة.
من جهة أخرى أظهرت البيانات الإحصائية التي نشرتها مؤسسة النقد العربي السعودي أن الاعتمادات المسددة وأوراق تحت التحصيل الخاصة بواردات السيارات الممولة تحتل المرتبة الأولى على مستوى السلع المستوردة، حيث تظهر بيانات واردات القطاع الخاص الممولة عن طريق المصارف التجارية (الاعتمادات المسددة وأوراق تحت التحصيل) أن قيمة السيارات المستوردة للمملكة في الأعوام الأخيرة بلغت 13.7 مليار ريال عام 2002م، وارتفعت إلى 14 مليار ريال عام 2003 مليار ريال لتصل إلى أكثر من 25 مليار ريال عام 2007م.