جدة - فيصل المران
رعى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز الرئيس الفخري للجمعية السعودية لجراحة العظام فعاليات المؤتمر العلمي العالمي الثاني للجمعية السعودية لجراحة العظام مساء أمس الأول بمشاركة أكثر من 350 خبيراً ومتخصصاً وباحثاً وطبيباً في مجال طب وجراحة العظام.
وأكَّد سمو الأمير فيصل بن عبد الله على أهمية عقد المؤتمر الذي تستضيفه جامعه الملك عبد العزيز بجدة، وقال سموه: إن للإعلام دوراً مهماً في إبراز هذه المؤتمرات العلمية من أجل خدمة المجتمع بكافة فئاته وشرائحه، وأشار إلى أن هناك تنسيقاً بين هيئة الهلال الأحمر السعودي والجمعية السعودية لجراحة العظام لتنظيم العديد من الدورات التدريبية. وشدّد سمو الأمير على مد جسور التعاون بين الأطباء في هذا المجال من أجل أن تتحقق كافة الأهداف المرجوة.
ثم ألقى رئيس المؤتمر ورئيس اللجنة العلمية المنظمة له وأستاذ جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري المشارك في كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز بجدة البروفيسور الدكتور محمد جلال الصياد كلمة أوضح فيها أن هناك أكثر من 30 دولة تشارك في المؤتمر، وقال إن قائمة المتحدثين فيه تشمل كبار الأطباء في العالم في مجال طب وجراحة العظام الذي يقفون على آخر المستجدات العلمية في هذا المجال، ومن بين هؤلاء أطباء من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وكندا وسويسرا وفرنسا وكوريا وسنغافورة ومصر.
وأضاف أن المؤتمر سيستمع إلى أكثر من 150 ورقة عمل وبحث علمي في مجال طب وجراحة العظام إلى جانب أنه سيتم ولأول مرة طرح أحدث جهاز لتطويل العظام على مستوى العالم والذي تتمتع جامعة الملك عبد العزيز بحق استخدامه في منطقة الشرق الأوسط دون غيرها من الجامعات والمراكز والمستشفيات الطبية في العالم.
ولفت الصياد إلى أن الجهاز الجديد الذي يعد من أحدث التقنيات الطبية في عملية تطويل العظام على مستوى العالم هو عبارة عن مسمار نخاعي داخلي يقوم بتطويل العظام عن طريق التحكم عن بعد بواسطة الريموت كنترول ويعد من أحدث الأجهزة في العالم، حيث يقوم المستشفى الجامعي بالتعامل مع كل هذه التقنيات.
وأشار رئيس المؤتمر إلى أن المؤتمر سوف يتطرق ضمن أعماله إلى موضوع التطويل الداخلي للعظام واستخدام المثبتات الخارجية المتحكم فيها عن طريق نظام الكمبيوتر لتعديل اعوجاج العظام وتقويمها إلى جانب ورقة عمل عن النقل الداخلي لعظم الشاظية للأطفال لتعويض فقدان العظام.
وأشاد البروفيسور محمد جلال الصياد بما حققته المملكة من إنجاز طبي في مجال تطبيق تقنية استخدام الركبة الصناعية من نوع (جيرني)، حيث تعد أول مركز طبي على مستوى منطقة الشرق الأوسط في استخدام هذه التقنية والتي تهدف إلى تعويض الحركة كاملة للمفصل وجعل المريض يشعر بأن الركبة طبيعية وليست مجرد معدن.
وشدد الدكتور الصياد على أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية منعاً للإصابة بأمراض العظام ومن أبرزها السمنة والحوداث التي تعد من أهم مسببات الإصابة، مشيراً إلى أن هناك أسباباً أخرى لأمراض العظام منها العيوب الخلقية والالتهابات البكتيرية والفيروسية وشلل الأطفال والدرن والأمراض الروتيزمية وسرطانات العظام إلى جانب خشونة العظام بسبب كبر السن.
وتطرق رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر إلى الدور الذي تقوم به الجمعية السعودية لجراحة العظام والتي تأسست عام 1426 تحت مظلة جامعة الملك سعود بالرياض، موضحاً أن الجمعية تضم في عضويتها أي جراح عظام داخل المملكة من الأطباء المقيمين في برامج التدريب بالإضافة إلى العضوية الشرفية لمن لهم اهتمام بمجال أعمال الجمعية.
وأكد أن الجمعية تهدف إلى الارتقاء بالخدمة المقدمة للمرضى من جميع المستويات كما تعمل على القيام بانشطتها وواجباتها في التعليم الطبي المستمر ورفع المستوى العام لجراحي العظام عبر الندوات والمؤتمرات العالمية والمحلية وورش العمل.
وشدد البروفيسور الصياد على أن الجمعية تعمل من خلال التعاون مع جراحي العظام الأعضاء وغير الأعضاء في القطاعات المختلفة من أجل مناقشة مشكلات العظام والإصابات بالمملكة وإيجاد الحلول لها، إلى جانب الارتقاء بالمعلومات والمهارات لجراحي العظام في المدن الكبيرة والصغيرة من خلال حضور هذه المؤتمرات والندوات، مشيراً إلى أن هناك معرضاً سيُقام على هامش المؤتمر لعرض أحدث ما أنتجه العالم من أجهزة وتقنيات متقدمة في علاج أمراض العظام.
ثم ألقى مدير جامعه الملك عبد العزيز بجدة الدكتور أسامة الطيب كلمة رحب فيها بسمو الأمير مشعل بن ماجد، وقال إن جامعة الملك عبد العزيز اهتمت بالجانب البحثي والتطبيقي وأولت هذه المؤتمرات جل اهتمامها ورعايتها، كما أعلن أن الجامعة ستقوم قريباً بإنشاء أول مركز علاجي بحثي على مستوى الشرق الأوسط في مجال جراحة العظام.
ثم قام الأمير مشعل بن ماجد يرافقه الأمير فيصل بن عبد الله بجولة على المعرض المصاحب.
ونوَّه سمو محافظ جدة بالإنجازات التي حققتها المملكة في المجال الطبي، مؤكّداً أن المؤتمر العلمي العالمي لجراحة العظام هو أكبر دليل على اهتمامها ورعايتها للعلم والعلماء في كافة المجالات.