الجزيرة - منيرة المشخص
أوضحت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز أن المجتمع السعودي لا يزال حديث عهد بموضوع الموهبة والإبداع ويحتاج إلى المزيد من الوعي والتثقيف، وبينت سموها أن المؤسسة قد استعانت بلجنة ومجلة متخصصة دولية لتقييم البرامج الموجودة لديها، وأضافت سموها: وأن كنا نطمح إلى أن نصل إلى مستوى أفضل وأن يكون لدينا إستراتيجية من إنتاج المعرفة وليس استخدامها فقط.
وأشارت سمو الأميرة عادلة إلى أن العقبة التي تواجهها الطالبة الموهوبة بعدم استطاعتها المشاركة خارج المدينة التي تسكن فيها نظرا لعدم وجود مكان إيواء لها سيتم حلها بإذن الله من خلال طرح اقتراح ما يسمى عملية التبادل بين الطالبات الموهوبات في مختلف مناطق المملكة بحيث تتبادل كل طالبة مع طالبة أخرى في مدينة مختلفة وذلك لتوسيع مداركهن وتبادل الخبرات والثقافات.
وتساءلت سموها عن سبب عدم الحضور من قبل الجانب الرجالي بالرغم من أن الموضوع يخص كلا الجنسين وشددت سموها على أهمية دعم القطاعين الحكومي والخاص للموهبة والموهوبين لمواكبة تكنولوجيا العصر الحديث واختصار ما كان ينجز في عشر سنوات بأن يختصر إلى سنة واحدة فقط.
جاء ذلك خلال اللقاء الصحفي الذي تم مع سموها عقب رعايتها - ملتقى موهبة الأول لرعاية الموهوبات في التعليم العالي والذي أقيم صباح السبت 13-1- 1430هـ بمقر مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع حيث افتتحت فعالياته الدكتورة آمال الهزاع مديرة عام القسم النسائي رؤية موهبة ثم قدم الدكتور عمر المعمر مستشار الأمين العام في المؤسسة ورقة عمل عن اكتشاف الموهوبين بين النظرية والتطبيق.
من جانبها قالت: قالت الدكتورة ناديا سرور من جامعة الأردن: إن أهم المعوقات التي تواجها الموهوبات في المملكة هي استخدام ضمائر الذكور أكثر من الإناث في المناهج وغيرها، وظهور الرجال بالأدوار الإيجابية في وسائل الإعلام أكثر من النساء في ورقتها (مبادرة لرعاية الموهوبين في التعليم العالي).
وأضافت أن المجتمع دائما ما يوصل رسائل بعنوان المرأة والجمال وليس المرأة والذكاء، تأثير الوالدين وغياب الإرشاد الخاص بالموهوبات، كلها عوائق تحد من وصول الموهوبة، كما شددت على أهمية التركيز والمبادرة والمثابرة، واستعرضت بعض النماذج لرعاية الموهوبين في التعليم العالي، وأكدت على الموهوب أن لا ينتظر الظروف غير العادية لتفعيل إنجازه بل الظروف العادية لخلق شيء غير عادي.
ثم ورقة عمل البروفسورة الفنلندية كريستي ريتي عن تنمية جوانب شخصية الموهوب وعن الذكاء الروحي وعن الرعاية الموهوبين وأن فلندة لا يوجد لديها مصطلح الموهوبة وذلك من مبدأ المساواة بين الجميع والتعليم لدينا ليس بمراحل معينه بل على حسب ما يستطيع الطفل الانتهاء منه مما يفتح باب المنافسة والإبداع والتفكير أكثر. ثم قدمت الدكتورة نجاة الحمدان عضو مجلس العالمين الموهوبين ورقة عمل عن التعليم القائم على البحث وتنمية مهارات التفكير في التعليم العالي، ثم قدمت مشرفة بوابة موهبة ريم الزامل عرضاً عن البوابة.
بعد ذلك ألقت سمو الأميرة عادلة كلمتها والتي جاء منها: إن هذا الملتقى يأتي في توقيت مناسب لرفع الوعي ودعم وتنسيق وتكامل الجهود من أجل رعاية موهوبات التعليم، مع تزايد أدوارهن في التنمية التي تشهدها بلادنا ونتطلع لإنشاء برامج رعاية الموهوبات التعليم العالي في كل جامعة وتسعى لتوجيههن بأساليب عالية وعلمية لتعظيم مساهمتهن في خطط التنمية، إضافة إلى تقديم برامج الموهوبات التعليم العام كما هو معمول به في أغلب الجامعات السعودية حاليا.
وأضافت سموها: وتعمل موهبة على التحضير لتنفيذ المرحلة الثالثة، من استراتيجية وخطة الموهبة والإبداع، ودعم الابتكار للمؤسسة والتي أقرها خادم الحرمين الشريفين في شهر شوال الماضي، بمشاركة جهات دولية ومحلية رائدة، مما سيتيح الفرصة لاكتشاف الآلاف من الموهوبين والمبدعين لتحقيق رؤية 1444هـ وبالتالي تحقيق تطلعات القيادة، وترسيخ قاعدة متينة. وكانت من أبرز المداخلات هي مداخلة الدكتورة سمر السقاف حيث قالت بأن رعاية الموهوبين تكون للأسف متركزة في مناطق معينة وإهمال بعض المناطق، رغم أن تنفيذ البرامج من المفترض أن تكون قابلة للتنفيذ في أي منطقة ومدينة.
كما أشارت بعض المداخلات كانت من قبل الطالبة خلود الحداد من جامعة دار الحكمة بجدة وقالت بأن حفظ القرآن الكريم يرفع من مستوى الطالبة ومن موهبتها ومن تجربتها هي وبعض الطالبات قمن بحفظ القرآن الكريم وتميزن دراسيا وإبداعيا وكن من الحاصلات على المراتب الأولى مع مراتب الشرف.
وعلقت على ذلك البروفيسورة كرستيني وقالت: من الجميل أن نقوم بدراسات وأبحاث عن علاقة الثقافات والديانات بالموهبة.
وعن مداخلة عن الفصل بين الجنسين قالت البروفسور كرستيني بأن الفصل بين الجنسين إتاحة للمرأة فرصة تعليم أفضل حيث تمكنت الطالبات من الالتحاق بالأقسام والتخصصات العلمية، بعكس لو لم يوجد فصل فلن يكون هناك تركيز على الفتيات في التعليم العلمي لأن الاهتمام العالمي على الرجل أكثر من المرأة.
وذكرت الدكتورة سميرا إسلام من جامعة الملك عبد العزيز أن الموهبة مشكلتها أنها تعتمد على التحصيل العلمي وأن المتفوق علميا هو الموهوب وهذا ليس صحيحا ووافقها الرأي الدكتور عمر المعمر وقال: ما زلنا نعاني من مشكلة في المراحل التعليمية وهي النظرة للموهوب بأنه المتفوق دراسيا وهذا ليس صحيحا.
وكانت من أبرز التوصيات:
قيام الجامعات والكليات بنشر ثقافة الموهبة والإبداع والابتكار والاختراع وتبادل المعلومات والخبرات بين المؤسسات التعليمية في التعليم العالي، وتنظيم ملتقى رعاية الموهوبات في التعليم العالي سنويا بحيث يستضيف من قبل الجامعات، قيام الجامعات بدعم مشاريع التأليف والترجمة والدراسات والبحوث في مجال الموهبة والإبداع، وقيام الجامعات والكليات بتنفيذ برامج صيفية ومسابقات لطالباتها الموهوبات في التعليم العام وتنظيم برامج متقدمة للقيادات الموهوبة، واعتبار أن الموهبة والإبداع واستثمار قدراتهم ذات أولوية استراتيجية وطنية تتطلب تنسيق وتكامل جهود مؤسسات التعليم العالي والعام والبحث العلمي والمجتمع المدني والقطاع الخاص، ودمج رعاية الموهوبين والإبداع في خطط وبرامج الجامعات والكليات، ووضع أساسيات خاصة بالطلبة الموهوبين في التعليم العالي..
الجدير بالذكر بأن الملتقى ركز على إستراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار والموهبة.
(الجزيرة) التقت بالطالبتين نورة صبار والهنوف الصالح وهن من اللواتي قدمن تجاربهن خلال الملتقى وتم تكريمهن من راعية الحفل إلى جانب الطالبة الموهوبة نورة الزمزمي.
وقد ذكرت لنا بداية الطالبة الموهبة نورة بنت سعود صبار وهي طالبة في كلية الصيدلة أن مجال موهبتها هو الإبداع الفني والابتكارات وفك الألغاز الخاصة بمادة الرياضيات بالإضافة إلى موهبة الرسم والتصميم، وقد اخترعت بما يسمى جهاز الري الذاتي, وبينت أن سبب اتجاهها إلى الصيدلة بدل من الهندسة أو الفن التشكيلي إن التصميم والرسم تستطيع تطويره من خلال الممارسة والتطوير بينما الصيدلة فهو مستقبل عملي مشوق، وأوضحت نورة أن من أبرز ما يواجهها هو صعوبة التوفيق بين تنمية موهبتها والدراسة كذلك غياب الدعم المادي لإكمال ابتكاراتها وأنه لولا الله ثم دعم والديها لما استطاعت إكمال أي اختراع لها، وبينت أن لديها طموحاً لتكوين فريق خاص بقسم الصيدلة يعمل على تطوير المجال في الصيدلة بحيث تكون الدراسة بأسلوب إبداعي.
من جانبها قالت زميلتها الطالبة (الهنوف الصالح) وهي طالبة في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بكلية الخدمة الاجتماعية: مجال موهبتي في الكتابة الصحفية والإلقاء وإعداد برامج ثقافية والتي قدمتها في مدارس الرياض وهي خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة بمعرفة الصعوبات التي تواجهها هذه الفئة والعمل على ابتكار برامج تساهم في تذليلها، وبينت الصالح أنها حصلت على المركز الأول في الإلقاء على مستوى الجامعة.
وبينت الهنوف أن من أبرز العقبات التي تواجههم كموهوبات وموهوبين هو عدم وجود مركز طوال العام يعنى ببناء الموهوبين القياديين وأشارت إلى أن البرامج التي تقدمها وزارة التربية والتعليم للموهوبين لا تزال بدائية تعتمد فقط على الكتابة بحيث يطلب منهم كتابة طموحاته وموهبته على ورق، وتساءلت الهنوف في نهاية حديثها: أين سنجد القائد الموهوب ما دام يعتمد على الورق فقط؟