(1)
أصدرت المحكمة الإدارية في المدينة المنورة، أحكاماً بالسجن والغرامة، ضد (12) شخصا من المسئولين في صحة المدينة، وعدد من رجال الأعمال والوسطاء، في مجال الاستثمار الصحي بالرشوة وتقاضي مبالغ غير شرعية وسوء استخدام السلطة الوظيفية، والمتهمون من عدة جنسيات: سعودية، مصرية، فلسطينية، يمنية، باكستانية!
ومن أبرز القيادات التي طالتها الاتهامات والأحكام، المدير السابق للشؤون الصحية، مدير الرخص الطبية، مدير العلاقات العامة، مدير الشؤون الإدارية... مثل هذه الأحكام لا تقول لنا إلا شيئاً واحداً: المرارة! فمن يبحث خلف معاني هذه الأحكام سوف يجدها منعكسة على صحة المواطن، فمن يدريني أن الدواء الذي يقدم لي أو الأجهزة التي أعالج بواسطتها سليمة مائة بالمائة طالما تلوثت بهكذا تهم، ومن يدريني أن صاحب الحق سوف يأخذ حقه إذا كان مسئولو مثل هذا الجهاز يتربحون ويستغلون سلطاتهم ويرتشون!.
(2)
من (لا يرحم لا يُرحم) حملة إعلانية توجيهية مشكورة، تبث عبر العديد من وسائل الإعلام، بهدف الحث على تقديم معاملة إنسانية، وهي حتى الآن تستهدف من يعاملون عاملات المنازل والسائقين والموظفين، الذين يواجهون اعتسافاً أو ضيماً أو نهباً للحقوق أو سوء المعاملة أو عدم تقدير الظروف.. كل هذا جميل، وربما يساهم في أن يكون الإنسان أكثر رحمة ورفقاً بأخيه الإنسان، الذي رماه حظه العاثر في وجه كفيل قاس أو العاملة التي رماها حظها في طريق امرأة جبارة لا تريد عاملة، ولكنها تريد خادمة تطبخ وتكنس وتعتني بالعيال وتطقطق لها رجلها وإذا جاء وقت النوم فإن نومها يكون تحت الدرج وطعامها من بقايا طعام العائلة.. هذه مواقف نعرفها، ونستنكرها ونجرمها لكننا نعرف أن من هؤلاء الذين يعملون لدينا لصوص وطالبي متعة حرام يمارسونها ويسهلونها وهم لا يتورعون في سبيل الكسب المادي عن ارتكاب أعتى الجنايات هؤلاء يجنون علينا، لابد أن تكون كفة الميزان متساوية حتى لا يبدو المواطن شيطاناً وغيرها من جنس الملائكة!!
(3)
وقع عدد من المعتمرين المصريين في فخ نصبه أكاديمي مزور من بني جلدتهم (الوطن- العدد 16674) هذا الأكاديمي الفهلوي البالغ الوقار كما قيل، تصدي من جدة عددا من متخلفي العمرة، الذين يهلون عادة قبل موسم الحج، حتى يتسربوا كل بطريقته الخاصة إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، ضاربين عرض الحائط بكافة الأنظمة.. هذه المرة التقطهم التمساح واخذ من كل واحد منهم مبلغا من المال مستغلا التشديد الذي مورس على الحجاج غير النظاميين، موهما الجميع بأنه قادر على توصيلهم إلى المشاعر وإعادتهم إلى أوطانهم.. كيف؟ الله أعلم! أخذهم إلى مكة ثم تركهم هناك للريح والبرد والجوع، هذا البؤس، وهذه المخالفات وهذا الأذى الذي يمارسه أكاديمي من نفس جنسية الضحايا من هو؟ وماذا اتخذ بشأنه وهل سنجد في مقبل الأيام من يقف نيابة عنه في وسائل الإعلام إياها من يقول ان من قام بهكذا فعل هو الكفيل وليس الأكاديمي!!
(4)
الصحفي السعودي هو الأسوأ حظاً ومستقبلاً بين كافة الصحفيين العرب، أما العجم فمقارنتنا بهم نتركها لأحفادنا لعل حظهم يكون أفضل من حظنا.. الصحفي العربي قد يمنح أرضا وقرضا وهاتفا وتخفيضا في كافة وسائل المواصلات والمستشفيات إذا لحقه ضيم من رئيسه أو من أي جهة حكومية أو خاصة أو أفرادا فانه يجد من يقف بجانبه ظالماً أو مظلوماً!
وحال الكتاب مثل حال الصحافيين لا بواكي لهم..
هيئة الصحفيين السعوديين كانت حلما تحقق على أرض الواقع، لكن هل تحقق شيئا مما ورد أعلاه هذا هو السؤال! ولأن الأمل يبقى دائماً، فإننا نأمل في ظل قيادة جديدة ومخضرمة عرفت بوعيها وخبرتها ومكانتها.
فاكس 012054137