لا بد أن يعرف الفلسطينيون أن لا أحد يدافع عنهم سوى أنفسهم، ولا بد أن يعرف الفلسطينيون أن الشعارات الشمولية والقومية التي وعدتهم بالنصر وبالجنة قد جلبت لهم محارق وكوارث وحروباً ومقابر وحزناً ويتماً وتشرداً وضياعاً وهلاكاً..
.. ولا بد أن يعرف الفلسطينيون أن الزعامات الهمجية الكثيرة في طول الأرض وعرضها التي عاثت بهم وتاجرت بقضيتهم طويلاً قد تنحوا الآن عنهم وأخذوا الركن القصي البعيد عن الدم الفلسطيني المسفوح، من سنين طويلة والشعب الفلسطيني يذبح ومن سنين طويلة والأرض الفلسطينية تدك وتحرق، ومن سنين طويلة والشعب الفلسطيني ينتظر من يسانده في محنته فيما هو لاهٍ بالدم ومحترق بلهيب النار وقذائف البارود، ترى ماذا نسمي شعارات بعض القوم دولاً وأحزاباً؟ وأوهام بعض القوم دولاً وأحزاباً؟ وأين هي الآن شعاراتهم وعنترياتهم وتحدياتهم والحلو من كلامهم ومنطقهم وخوفهم على ضياع القضية الفلسطينية وفناء الشعب الفلسطيني؟ فهل يكتشف الفلسطينيون بكل أحزابهم وأطيافهم وانتماءاتهم ومذاهبهم أخيراً هذه الجرائم اللغوية والعبث بمقدرات شعبهم الفلسطيني ويعرف أنها مجرد لعبة سياسة ولعبة مصالح وفن كذب وصنع ذات ومحاولة لبس قمصان صلاح الدين؟ وماذا يقولون بعد كل هذه الجرائم الدموية؟ التي لم توفر طفلاً أو شيخاً أو امرأة، وماذا سيقول بعد هؤلاء الناعقون في بياناتهم اللاحقة عندما تصمت آلة الحرب والقتل والدمار وتتضح هول المأساة والفجيعة عن قرب، أيها الشعب العربي الفلسطيني في فمي كلام كبير وكثير، لكن لم يعد يسعفني الكلام فلقد أقعدني الكلام عن الكلام.
ranazi@umc.com.sa