قال عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}(13) سورة الحجرات، فحدد أن المؤمن المتميز عن الآخر الذي يسمو به على الآخر هو تقواه وإيمانه. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ولا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ألا هل بلغت؟ فليبلغ الشاهد الغائب).
وقد حض النبي - صلى الله عليه وسلم - على المساواة في أحاديث كثيرة بعد ضرب المثل والقدوة للناس عمليا. قال صلى الله عليه وسلم (ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحته إلا لم يجد رائحة الجنة).
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان).
وقال عليه السلام: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته). وقد سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم، فقال: (إنما أنا بشر، وإنما يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صدق، فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما أقطع له قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها).
وقد أحل الله العدل وحرم الظلم حتى على نفسه، وقد أظهر العدل أثره العظيم، وآثاره الرائعة المدهشة عندما أخذه صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتابعيهم، وأخذ التنفيذ الصحيح المبني على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فكان عدل الصحابة التابعين ومن تبعهم من أئمة المسلمين مثيرا للدهشة. فما أحوجنا إلى العدل والمساواة في هذا الزمن.. والله المستعان.
* الرياض