Al Jazirah NewsPaper Friday  16/01/2009 G Issue 13259
الجمعة 19 محرم 1430   العدد  13259
في حوار لا تنقصه الصراحة.. وكيل وزارة المياه والكهرباء.. العواجي لـ(الجزيرة):
استراتيجية طويلة المدى ستنفذ فور انقضاء العام الأول من حملة ترشيد الكهرباء

 

الجزيرة - سلطان المواش

أكد وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء رئيس اللجنة الإشرافية للحملة الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء د. صالح بن حسين العواجي أن الوزارة وضعت خططا استراتيجية طويلة المدى سيبدأ تنفيذها فور الانتهاء من العام الأول لحملة الترشيد التي انطلقت مؤخراً.

وقال الدكتور العواجي في حوار لـ(الجزيرة) إن نسبة هدر الطاقة الكهربائية بالمملكة تصل في بعض القطاعات إلى 45% وتشتمل خطط الترشيد على توفير 6% من الطاقة كل عام لتصل إلى 30% خلال خمس سنوات، مشيراً إلى أن الترشيد له تأثير إيجابي يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني بالحد من النفقات في بناء محطات التوليد.. فإلى مضامين الحوار:

* مضى على حملة ترشيد الكهرباء أكثر من شهر، ما تقييم سعادتكم لها؟ وهل فعلاً تم التفاعل معها من قبل المجتمع ووسائل الإعلام؟

- أعتقد أن هذه المدة التي لا تتجاوز الشهرين غير كافية لتقييم عمل ضخم كهذا، خصوصاً أن الأمر يتعلق بجمهور كبير من مستويات مختلفة، لكن بشكل عام يمكننا القول إن نتائج فعاليات الحملة تبشر بالخير، وتعتبر نتائجها متميزة قياساً بالفترة الزمنية القصيرة، واستناداً إلى البرامج والآليات التي اعتمدتها الحملة لتنفيذ فعالياتها.

أما تفاعل المجتمع مع برامج الحملة، واهتمام وسائل الإعلام المختلفة بتسليط الضوء عليها، فقد حققت هذه الجوانب ولله الحمد نجاحات واضحة؛ إذ يستقبل مركز الاتصال بالحملة العديد من الاتصالات التي تستفسر عن مواضيع مختلفة تتصل ببرامج الحملة، وكما تعلمون فقد أولت وسائل الإعلام اهتماماً بالغاً بهذا الجانب، حيث طوعت كثيراً من القنوات التلفزيونية والفضائية برامجها لخدمة الحملة، كما أفردت بعض الصحف صفحاتها لإلقاء الضوء على خطط الحملة وفعالياتها المختلفة من خلال مختلف فنون التحرير الصحفي كالخبر والتقرير والمقال والحوار وغيره.

* هل ترون أن 30 مليون ريال تكفي لإنجاز وإنجاح حملة ترشيد الكهرباء بالمملكة ولمدة عام كامل بدءاً من 18-10-1429هـ؟ ما تعليق سعادتكم؟

- تم تدشين وإطلاق برامج الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء بعد دراسة مستفيضة استقصت كافة الجوانب، بما في ذلك جانب التمويل، وبناءً عليه اعتمد مبلغ ثلاثين مليون ريال لهذه الحملة في سنتها الأولى، وعموماً فإن الحاجة المالية لن تقف عائقاً في تنفيذ عمل وطني ضخم كهذه الحملة، وإذا تطلب حجم العمل مزيداً من الدعم، فسوف يوفر ذلك، خاصة لمثل هذه الحملات الوطنية التي تعود بالفائدة العظيمة منها على مكتسبات المملكة، وتعزز من اقتصادها الوطني.

* هل أنتم راضون عن أعمال اللجنة الإعلامية لحملة ترشيد الكهرباء؟

- نعم، اللجنة الإعلامية تعد إحدى الأذرع المهمة في الحملة، وهي الواجهة التي تعكس أنشطة الحملة، وتشكل حلقة وصل مهمة بين الحملة ووسائل الإعلام المختلقة، ومن هذا المنطلق تكتسب اللجنة الإعلامية أهمية بالغة وهو ما حدا بنا إلى دعمها بمختلف الوسائل، وقد حققت مع غيرها من اللجان العاملة في الحملة نجاحاً كبيراً، وتكللت جهودها بإنجازات لا تخطئها العين في جميع الأعمال المنوطة بها، سواء كان ذلك في صعيد التنسيق مع الأجهزة الإعلامية في إجراء الحوارات مع المسؤولين بالحملة، أو مدها بالمعلومات المختلفة، وصياغة الإعلانات ونشرها في الصحف والطرقات، وغيرها من الوسائل التي اعتمدتها الخطة الإعلامية والإعلانية للحملة. بصورة عامة أنجزت اللجنة الإعلامية وكذلك اللجان العاملة في الحملة كاللجنة الفنية ولجنة العلاقات العامة وإدارة الحملة تحت إشراف اللجنة الإشرافية للحملة ولا تزال تنجز الكثير، لكننا نطمح إلى بذل مزيد من الجهد لتوصيل رسالة الحملة بصورة تحقق الأهداف.

* نلاحظ أن الإعلانات الصحفية قد تقلصت، ما هي الأسباب؟ وهل هناك مرحلة أخرى سيتم إطلاقها؟

- شهدت إعلانات الصحف تكثيفاً كبيراً خلال هذه الفترة، ولكن تقليصها جاء مواكبة لعطلة عيد الأضحى المبارك التي تتضاءل فيها متابعة القراء، وسوف تشهد الأيام القادمة بإذن الله تكثيف الإعلانات الصحفية حسب الخطة المعتمدة في هذا الشأن.

* لماذا لا يتم التعاون مع مؤسسة البريد السعودي بتوزيع النشرات التوعوية عن حملة ترشيد الكهرباء عبر صناديق البريد وإصدار طوابع بريدية تذكارية عن الحملة؟

- الحملة ما زالت في بدايتها، والوزارة ترحب بكل أشكال التعاون التي من شأنها دفع عجلة الحملة نحو مزيد من تحقيق الأهداف، فالبريد السعودي مؤسسة وطنية رائدة نأمل أن يتم التعاون معها في هذا الخصوص، سواء في مجال توزيع النشرات التوعوية، أو إصدار طوابع بريدية تذكارية عن الحملة، وقد تمت مخاطبتهم بهذا الخصوص.

* هل هناك خطط أو استراتيجيات طويلة المدى بعد انتهاء سنة حملة ترشيد الكهرباء؟

- نعم، لدى الوزارة خطط طويلة المدى، سيتم تنفيذها بإذن الله بعد انتهاء العام الأول لحملة التوعية بترشيد استهلاك الكهرباء، بعد الاستفادة من تجربة السنة الأولى وتقييمها من خلال عملية الرصد والمتابعة، وهذا مما يساعد على إنجاح الحملة بإذن الله، ويؤكد على أهمية الترشيد، وأهمية دوره في التنمية وتخفيض الهدر.

* ما مدى تعاون الصحافة المحلية ووسائل الإعلام الأخرى مع هذه الحملة؟

- وجدت الوزارة تعاوناً جيداً من العديد من وسائل الإعلام، والصحافة المحلية تحديداً، حيث أولت هذه الوسائل اهتماماً كبيراً ببرامج الحملة وفعالياتها، بيد أننا نتطلع إلى المزيد من الاهتمام، خصوصاً من الصحف اليومية التي آثر بعضها الصمت، متناسين أن العمل الذي تقوم به هذه الحملة عمل وطني، نأمل من كل شرائح المجتمع وقطاعاته المختلفة أن تشارك فيه، كل في مجال تخصصه، وبما أن الصحافة والإعلام هما المرآة التي تعكس طبيعة أي نشاط بسلبياته وإيجابياته فإنه يعول عليها كثيراً في القيام بهذا الدور الكبير بشكل يواكب أهمية الحملة. ويسرني في هذه المناسبة تقديم الشكر للصحف المحلية التي تغطي أخبار الحملة وكذلك الكُتّاب الذين شاركوا بأقلامهم لدعم الحملة ونتمنى المزيد من المشاركات من الجميع.

* ما هو الوفر الذي تتوقعونه من الكهرباء خلال هذا العام؟

- إذا أدركنا أن نسبة الهدر في الطاقة الكهربائية بالمملكة قد تصل في بعض القطاعات إلى حوالي 45%، فأعتقد أننا سندرك حجم التوفير الذي ينجم من خلال تنفيذ فعاليات الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء، خصوصاً أن الهدف العام للحملة هو ترشيد استهلاك الطاقة ورفع كفاءة استخدامها، وهو الأمر الذي يصب في نهاية المطاف في تخفيض معدل الاستهلاك السنوي، وتقليص الهدر إلى الحد الأدنى. وإذا تم تنفيذ برامج الحملة طبقاً للخطة المرسومة، فإننا نتوقع له خلال هذا العام توفير ما نسبته 6% ليصل إلى 30% خلال الخمس سنوات القادمة إن شاء الله.

* هل تؤثر هذه الحملة على المبالغ المحصلة للشركة السعودية للكهرباء؟ وما مقدار هذا التأثير؟

- بالطبع هناك تأثير، ولكنه إيجابي، ويصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، فترشيد استهلاك الكهرباء يحد من بناء محطات التوليد، وبالتالي يقلل النفقات، ولأن إنشاء هذه المحطات مكلف فإن الأمر يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني، وكذلك يساعد الترشيد على التقليل من الانبعاثات الغازية والتلوث البيئي، كما يساعد ذلك المشتركين على تخفيض استهلاكهم، وبالتالي توفير في مصروفاتهم.

* مع هذه الحملة هل يعني توقف المشاريع الكهربائية؟

- لا يمكن أن تتوقف المشاريع؛ حيث إن المملكة تشهد توسعاً في كافة المجالات الاقتصادية والعمرانية، فالمدن الصناعية والاقتصادية الضخمة التي تحت الإنشاء والمزمع إنشاؤها بحاجة إلى طاقة كهربائية، وكذلك التوسع العمراني ومشاريع الربط الكهربائي بين المدن أيضاً بحاجة إلى مشاريع، بالإضافة إلى ذلك هناك مشاريع إيصال الكهرباء إلى جميع المشتركين بالمملكة، وهو الأمر الذي يستوجب بناء محطات توليد جديدة.

* كلمة أخيرة..

- أشكر في ختام اللقاء صحيفة (الجزيرة) على اهتمامها بالحملة الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء، وعلى دورها المهم والمتواصل في تغطية فعالياتها, وكما ذكرت سابقاً نطمح إلى المزيد من الجزيرة وزميلاتها من الصحف الأخرى. ولعلي في الختام أكرر التأكيد على أن موضوع ترشيد استهلاك الكهرباء سلوك حضاري، ومطلب ديني، وواجب وطني، وهو مسؤولية الجميع، ولن تحقق مثل هذه الحملة أهدافها إلا بتعاون الجميع، وعلى كافة المستويات من مؤسسات وأفراد، في تبني وتنفيذ الإرشادات المتعلقة بالترشيد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد