قرأنا التاريخ فعرفنا أن دولاً مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والبرتغال احتلت دولاً عربية وإسلامية واغتصبت خيراتها وقتلت وسلبت ونهبت وهذه معلومة يعرفها الجميع، فلم يكن الغرب ولن يكون في يوم من الأيام صديق لنا أكثر من صداقته لإسرائيل! لكن خلال عهد بوش حصل ما لم يحصل في عصور الاستعمار والهيمنة حيث تصدى بوش بنفسه رغم معارضة دول غربية لاحتلال العراق مدعياً أن الله قد أمره بذلك! وأنزل قواته في أفغانستان لتقتل آلته العسكرية الشيوخ والأطفال والنساء! وهو سبب كثير من المصائب في السودان والصومال والكثير من المشكلات الطائفية في عدد من الدول العربية! في فلسطين المشهد البوشي يبدو أكثر وضوحاً فهو يعلن حربه على أهلها في كل فيتو ينطق به ضد الحق والعدالة مدعياً أن أمن إسرائيل أهم من أي شي آخر!

في الهجوم على غزة كان بوش حاضراً يطل من فوق سحب الدخان التي تنتج عن إطلاق صواريخ طائرات (16) على المنازل والمدارس مطلقاً ابتسامة الرضا عن جهود جيش الاحتلال في محاربة الإرهاب كما يدعي!

بوش سبب كثير من مصائبنا وهذا لا يعني أننا بذهابه سوف نكون في حال أفضل! لكنه كان خلال حكمه أكثر الرؤساء دموية ولقد حقق الرقم القياسي في الهجوم على دول عربية وإسلامية بل وسنجد بوش حاضراً يسكن حناجر بعض المسؤولين الفلسطينيين والعرب الذي يرددون ما يقول بعد أن أفقدهم بوش قدرتهم على التمييز بين الحق والباطل! حيث تبنوا فكرة أن على الطرفين وقف إطلاق النار! وإذا كانت حماس قد استدعت الوحش الإسرائيلي بصواريخها التي تشبه ألعاب الأطفال في وقت لا تستطيع فيه الدفاع عن السكان بالضبط كما فعل حزب الله في 2006م ولم تنجح إلا بالتصريحات والشعارات والتوعدات واللطم وطلب المساعدات لإسعاف الجرحى وإطعام الجوعى ودفن الشهداء فإن ذلك لا يعني أن يتخلى المسؤولون العرب عن مسؤولياتهم! إلا إذا فهمنا أن بوش كان يقف خلفهم يملي عليهم ما يقولون ولكن لا نكاد نتميزه عندما يوسوس لهم!

إن بوش الذي سيرحل بعد عدة أيام والذي دعت عدة قوى أوروبية بل وأمريكية لمحاكمته على جرائمه يفترض أن لا يترجل عن كرسي رئاسته المشبع بالدماء دون أن يقيم العرب والمسلمون القضايا ضده في المحكمة الدولية وضد قادة الكيان الصهيوني وذلك أضعف الإيمان!