انهزمت الجيوش العربية أمام إسرائيل في الـ(48) وانهزمت أمامها في الـ(67) وانهزمت أمامها في الـ(73) واليوم وإسرائيل تستفرد بغزة العربية وتكاد تمحو شعبها عن الوجود - كما قال إسماعيل هنية- وفوق هذا وذاك لم تنطلق طلقة واحدة من جندي عربي واحد يرابط على الحدود مع إسرائيل ولا كذلك من يقف مهدداً خلف المرابطين بحرق إسرائيل بصواريخه العابرة القارات(!!)، لذلك مادام الأمر هكذا وهو هكذا (ونص) إذن فما حاجة الدول العربية للجيوش ولماذا تصرف عليها من مقدرات الشعوب الفقيرة ولماذا ولطوال (60) عاماً تحرم الشعوب من الرفاهية بحجة المجهود الحربي ومقولة تحرير فلسطين بالدفاع عن البوابات العربية الشرقية والغربية والخ.
وبالطبع سيقول قائل إن هذه الجيوش الضخمة لا يصرف عليها من أجل الحرب ولا الدفاع عن الأوطان بل لحماية كراسي الحكام العرب ليس إلا، وأنا أجيبهم: إن الجيوش العربية خائبة حتى في ذلك؛ أي حماية الكراسي، والدليل على ذلك أن أقوى جيش عربي لم يستطع أن يدافع عن بلاده التي احتلت من أقصاها إلى أقصاها، ولم تطلق طلقة واحدة دفاعاً عن كرسي الحكم بل إنها (فلت) وانصرفت إلى أهلها وبقي الحاكم وحيداً مطارداً حتى قبض عليه الغزاة وزجوه في السجن ليصبح أضحوكة للعالمين.
وأعني بذلك الجيش العراقي وقائده صدام حسين، إذن ما دام أن هذه الجيوش ليس بمقدورها التسليح الجيد والدفاع الجيد والولاء الجيد فما هو داعي الصرف عليها، ثم لماذا لا يستفاد من دباباتها ومدافعها وآلياتها لبيعها في سوق الخردوات الدولي كما فعل الاتحاد السوفييتي، ولماذا لا يؤجر الجنود العرب لشركات البناء العملاقة كعمال بناء، أو تأجيرهم للدول الأفريقية المتخلفة التي تستعر بينها الحروب بسبب وبلا سبب، وذلك على الأقل لتستفيد منهم الأوطان بدلاً من أن يكونوا عبئاً عليها!