الملك عبد الله بن عبد العزيز وفي خطابه أمام قمة الكويت العربية أظهر للجمهور العربي، أنه ما زال هناك الأمل الكثير الذي يرجى من قادة هذه الأمة حيث لا يزال بهم أمثاله من الرجال، والفرسان، الحريصين على صون حمى الأمة وجمع كلمتها سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل، والمتمعن في خطاب خادم الحرمين الشريفين يجد وبشكل جلي أنه صادر من قلب وعقل، حيث تناول - حفظه الله -، مضامين الوهن والضعف التي أصابت الأمة، وحدد طرق علاجها واستئصالها، فعندما يقول المليك: إن خلافاتنا السياسية أدت إلى فرقتنا وانقسامنا وكانت عوناً للعدو الغادر وكل من يريد شق الصف العربي على حساب أهدافه الإقليمية، وبعد ذلك عندما يخاطب بلغة المسؤول الحريص الأخوة الفلسطينيين بصراحة تامة ليقول لهم: إن خلافاتكم قد أضحت أخطر على قضيتكم من إسرائيل ذاتها, بهذا الخطاب الصريح وغير المستغرب ممن هم بقامة الملك عبد الله بن عبد العزيز, الذي أعقبه بإعلانه باسم الجميع عن نبذ كامل الخلافات العربية وجعلها من معطيات الماضي يكون الغطاء قد انكشف عن كل المزايدين والمرجفين، وأصبحت أصابع المسؤولية والاتهام تبحث عمن تتجه نحوه بتهمة تشتيت الصف العربي وضرب الفرقة بداخله.
كما أن الملك وجه وبصوت جلي رسالة مهمة إلى المجتمع الدولي ولإسرائيل تحتوي على ما يستحقه الموقف من التحذير من أن المبادرة العربية للسلام التي جاءت تعبيراً عن جهوده الخالصة في السعي للسلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة، قد أصبحت على المحك إذا لم تولها إسرائيل ما هو مطلوب منها من الالتزام والتنفيذ، والابتعاد عن المهاترات والمناورات والاستخفاف بمستحقات العملية السلمية، وذلك مربوط ومقترن أيضاً بالمجتمع الدولي وما يتحمله من مسؤوليات تحتم الضغط على إسرائيل ومن يقف خلفها بالدعم والمؤازرة التي تصل إلى حد عرقلة القرارات في مجلس الأمن.
يظل الملك عبد الله وتظل المملكة العربية السعودية الحصن الأول والأمتن في الجبهة العربية سواء عن طريق البذل المادي السخي الذي تمثل بمليار دولار لغزة، أو عبر الترفع عن بعض المواقف الصادرة من أجندات خاصة والدعوة بشكل واضح إلى طي صفحة الماضي وجعلها من النسيان لأجل مصالح الأمة، وحماية مستقبلها من كل المهددات التي تمثلها خطاب الملك وحددها بشكل جلي وواضح للجميع.
***