دخلت العلاقة الهلالية - النصراوية نفقاً مظلماً على هامش المفاوضات الجارية بين الطرفين لضم المهاجم عيسى المحياني الذي شارف عقده على النهاية ويريد ترك ناديه والانضمام لفريق آخر أكثر طموحا ورغبة في المنافسة على المسابقات الكروية، وقد تحقق له ما أراد بحصوله على عرضين مغريين الأول من النصر والثاني من الهلال بحسب تأكيد رئيس الوحدة جمال التونسي وخالد المطرفي، وطلعت تونسي في مداخلاتهم الفضائية المتعددة، إن إدارة النصر بقيادة الأمير فيصل بن تركي البادية في المفاوضات بعد دخول المحياني الفترة المحمية وهو تأكيد لكلام سموه الذي ذكره في أكثر من موقع بأنه تحدث مع صناع القرار في أندية الهلال - الشباب - الاتحاد - الأهلي عن رغبة النصر في ضم المحياني وأنه يتمنى عدم الدخول في المفاوضات منعاً لحدوث المزايدة وتفعيلاً للميثاق الشرفي لكن المفاجئة (سمع) بها كل المتعاطين مع المشهد الرياضي عندما قالت الأخبار إن الهلال اقترب من ضم المحياني لصفوفه فقدم عرضاً أفضل من النصر على الأقل في طريقة دفع قيمة الانتقال إلى قسطين بدلاً من ثلاثة لتنطلق شرارة الخلافات لتستغل القنوات الفضائية والمطبوعات الصحفية الموضوع وتمارس سياسة التصعيد الذي وصل إلى تراشق غير جيد حيث استخدم البعض مفردات شعبية لا تقال في المنابر الإعلامية المحترمة ويعود ذلك لحضور الانتهازيين لزيادة الخلاف الذي يمكن حله ببعض التنازلات التي لا تلحق الضرر بهذا أو ذاك!!
** إن وجهة نظري الشخصية ودعماً للعلاقة النصراوية - الهلالية- الجيدة على الأقل في الفترة الحالية وبحجم الصداقة المتينة التي تربط الأمراء عبدالله وعبدالرحمن بن مساعد بفيصل بن تركي، فإنني أقول بعد الاتكال على الله -جلت قدرته وتقدست أسماؤه- إن النصر ومن الناحية الفنية يحتاج لعيسى المحياني أكثر من الهلال الذي تزدحم صفوفه وخاصة في الهجوم والوسط بالعديد من العناصر المميزة والتي بسببها قد لا يجد المحياني له مكاناً -في الوقت الذي يعاني النصر من نقص واضح في هذا الجانب- لكن هذا التنازل الهلالي الذي أتحدث عنه لا يأتي بالمزايدة المالية، والتصعيد الإعلامي الذي تبحث عنه القنوات الفضائية خاصة الخارجية، بل بالمفاوضات الدبلوماسية الراقية والمتزنة التي يمكن أن يقوم بها الأمير تركي بن ناصر رئيس هيئة أعضاء الشرف والأمير منصور بن سعود رئيس المكتب التنفيذي بنادي النصر الذين تربطهم علاقات حميمة مع رموز الهلال فقد ينجحون من خلالها في إيجاد تسوية مناسبة لقضية المحياني (المعقدة) التي ربما تعصف بمستقبله الكروي في حالة عدم التوصل إلى اتفاق يرضي كافة الأطراف الأربعة - النصر - الهلال - الوحدة - واللاعب القضية، الذي وضع نفسه في هذا (المأزق) غير المناسب رغم أنه من أفضل النجوم الكروية مهارة وأخلاقاً، لكن (ربما) تأثر بالمحيطين به، الذين ضغطوا عليه ليقبل المفاوضات مع الجانب النصراوي ثم يبدل رأيه ويعطي موافقته للمفاوض الهلالي للاحتراف فيه، الأمر الذي قد يساهم في تعطيل الصفقة على الأقل في الفترة الشتوية الحالية، وهو ما يتعارض مع الأهداف النصراوية والهلالية حيث يرغب الأمير فيصل بن تركي تواجد المحياني في صفوف فريقه لتعويض غياب سعد الحارثي (المصاب) في الوقت الذي يرغب أعضاء شرف الهلال مشاركته في بقية منافسات الموسم الجاري لدخول معتركها مرحلة الحسم للاستفادة من قدرته التهديفية لحظة استعانة المدرب كوزمين به عندما تحين الفرصة ليشكل ثنائياً هجومياً مع زميله ياسر القحطاني الذي ربما يعاني من الإرهاق البدني لكثرة المشاركات مع فريقه والمنتخب.!!
محطات ساخنة
** المتألق وليد عبدالله دخل تاريخ الكرة السعودية -فهو الحارس المحلي الوحيد الذي شارك في جميع مباريات دورة الخليج من دون أن تهتز شباكه لينال هذا الشرف الكبير بجانب الكويتي أحمد الطرابلسي في دورة الخليج الثالثة- وعلي الحبسي في دورة الخليج التي انتهت مؤخراً.
** كان منظر (العمال) في ملعب الراكة وهم يقومون بدفن (الحفر) بالرمل لا يتناسب مع ما وصلت إليه الكرة السعودية.. فهل يتم محاسبة المتسبب..!!
** المذيع المتواضع علي الزهراني ومن خلفه المعد المرتبك كانوا خلف التجاوزات التي حصلت في الاستديو التحليلي لمباراتي منتخبنا مع الكويت وعُمان والتي لا يمكن السكوت عليها، فالضيوف في الاستوديو كانوا يقودون المذيع والمعد بدلاً من أن يقودوا دفة الحوار، وقد سبق وأن قلنا بأن الخبرة والمهارة والموهبة وقوة الشخصية أهم وبكثير من الأشكال لكن (يا هادي يا دليل)..!!
** نال النصر بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد لدرجة الشباب بعد فوزه لى شقيقه النادي الأهلي رغم ظروف الطرد والإصابات والتي بسببها أكمل صغار العالمي اللقاء.. إلا أن الفريق بدأ يتدهور ويفقد النقاط وآخرها التعادل مع الباطن -وهذا التدهور المفاجئ يعود للقرارات التي اتخذها رئيس النادي بسحب المدرب لويس ادقار بريرا ونجمي الوسط إبراهيم غالب وفهد الرشيدي لصفوف الفريق الأول، نظراً لتأخره في إحضار بديل لرادان (المقال) وحسم الصفقات المحلية والأجنبية التي وعد بها الجماهير النصراوية الصابرة..
** حضر ماجد المرشدي للهلال من الجبلين وقبلها من اللواء فتم إعارته للوحدة في موسمه الأول ليعود لفريقه مرة أخرى فنال الفرصة بعد إصابة فهد المفرج ورحيل تفاريس لينطلق معها لعالم النجومية فينال لقب أفضل لاعب خليجي إنه الطموح والرغبة في صناعة المجد والتاريخ فهل يقرأ كل لاعب يريد التألق مسيرة ماجد المظفرة.
** بعيداً عن لقاء البارحة بين الاتحاد والنصر فإن خالد راضي كان نجماً في مرماه في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد ورفض اهتزاز شباكه حيث حافظ على نظافتها بكل بسالة..!!
** إعارة ضياء هارون لنادي الرائد قرار موفق من إدارة النصر فاللاعب الذي بدأ مشواره مع النصر بهدفه الجميل في مرمى الدعيع تعرض للتهميش المتعمد بعد حضور الواكد لأسباب غير فنية..
** إعلان الإدارة النصراوية عن عزمها على إلغاء عقد اللاعب الإيراني لتعذر حضوره لم يكن قراراً مفاجئاً فسبق للشباب قبل عدة مواسم أن تعاقد مع لاعبين من نفس البلد ولكنهم لم يحضروا فضاع الوقت من دون أن يستفاد من فترة التسجيل ولمن أراد التأكد من هذه المعلومة فعليه الاتصال بسلطان خميس..!!
** محاولات البعض إيهام الرأي العام أن صفقات النصر التدريبية لا تتم لوجود عمليات تخريب تنفذ في الغرف المظلمة ليس صحيحاً فالمشكلة تكمن في تواضع قدرات المفاوض النصراوي.
** الفترة الشتوية لقيد اللاعبين الأجانب والمحليين اقتربت على النهاية ومعظم الأندية لم تعلن عن نجومها التي تنوي التعاقد معهم وبالتحديد اللاعب الآسيوي الذي سيكون حضوره في ملاعبنا محدوداً بل محدوداً جداً.
** كنت أحد حضور التدريبات إبان إشراف الوطني القدير خالد القروني على شباب النصر وكان من ضمن اللاعبين المستجدين الذين حضروا من الدمام لأدائها الظهير الدولي الأيسر عبدالله الزوري - الذي نجح في التدريبات وتجاوز التجربة فطالب القروني ولأكثر من مرة تسجيله بعد أن يتم إسقاطه من كشوفات ناديه النهضة المسجل في لعبة كرة الماء أو السباحة- على ما أعتقد لكن التأخير في حسم الموقف.. جعله يذهب للهلال ليسارع محبوه في إنهاء إجراءاته مقابل ريالات معدودة، هذا التأخير الذي فشل النصراويون من التخلص منه أضاع ماجد المرحوم وأسماء رنانة لو تحدثت عنهم لجماهير النصر لقالوا إن هناك في النادي من يعمل ضده.
آخر الكلام
** كتب القاص البارع الأستاذ محمود تراوري في زاويته التي نشرت يوم الأحد في ملحق عالم الرياضة بالشرق الأوسط بعنوان (جدارة النعناع.. باللون الأخضر) بعد أن أسدل الستار على دورة يصعب كثيراً.. أن تنسل من الذاكرة، ففيها ظل ناصر الجوهر واقفاً على خطوط النار أبداً، فيها استعاد الخليج بواسطة حسن ربيع حكاية عدنان الطلياني (الشعب) شايع النفيسة كوكب الخرج حيث يأتي بريق الذهب من المناجم النائية.
هذا الكلام الجميل لغوياً يخالف عصر الاحتراف فمعظم النجوم المحلية التي تألقت في خليجي 19 حضرت للأندية الغنية من المناجم النائية على حد وصف أستاذنا الكريم فمالك معاذ من الأنصار - ياسر القحطاني من القادسية - ماجد المرشدي من اللواء، بل أستطيع أن أقول إن بعثة الأخضر معظم نجومها حضروا من أندية الدرجة الأولى والثانية وهذه حقيقة تاريخية لا يمكن تجاوزها..!!
إلى اللقاء يوم الثلاثاء المقبل.