خسارة منتخبنا الوطني لنهائي كأس الخليج التاسعة عشرة لمصلحة المنتخب العماني الشقيق لقيت قبولاً جماهيرياً واسعاً.. فلم يكن وقع الخسارة كما هي خسارة كأس آسيا مثلاً.. حيث إن الارتياح الذي صاحب نتيجة المباراة والخسارة بضربات الترجيح صاحبه سعادة غامرة بمكاسب حقيقية خرج بها الأخضر من البطولة والتي تمثّلت بالعناصر الشابة الممتازة التي قدمها الجوهر في البطولة.. فضلاً عن الأداء الجيد (في معظمه) في اللقاءات التي خاضها الأخضر والخروج بشباك نظيفة من خمس مباريات قوية..
حيث تغلبت النظرة الإيجابية على غيرها عند النظر للمكاسب التي تحققت في الدورة.. فلدينا حارس مرمى شاب على مستوى ممتاز ودفاع شاب هو الأقوى في الخليج حالياً وعناصر متميِّزة في خطي الوسط والهجوم؛ ما يعني أن لدينا إمكانات كبيرة تحتاج لتطوير كبير واهتمام خاص بهذه العناصر حتى تحقق طموحات جماهيرنا.. البطولة كشفت لماذا النقد يوجه للمنتخب مرات عديدة.. حيث لدى الغالبية قناعة تامة بأننا نملك من الإمكانات الفنية والبشرية ما يجعلنا نتطلع لتحقيق ما هو أكبر من كأس الخليج أو الوصول لنهائي كأس آسيا أو حتى التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي..
الجميع يعلم أننا بمزيد من الإعداد والجهد والاستقرار الفني قادرون على الوصول لمستوى أعلى ومنافسة الأقوياء الند للند.. فلدينا كل الإمكانات التي تجعلنا نتطلع إلى وصول منتخبنا لمستوى فني كبير يليق بما لدينا من منافسات رياضية وقاعدة عريضة من المواهب والنجوم..
ولهذا فإننا نحتاج لقفزة فنية نوعية للأخضر خلال المرحلة المقبلة حتى يقتنع الجميع بأننا بالفعل نقدّم أفضل ما لدينا وأن هذا هو الحد الأعلى لما يمكن أن نصل إليه.. عندها يمكن أن تتغيّر لغة الحوار والنظرة نحو المستقبل الذي نتمنى بإذن الله أن يكون مشرقاً للأخضر بعد أن طرح لاعبونا بخبرة كبيرة من التجربة الخليجية وخصوصاً المباراة النهائية.
زيارة واحدة تكفي
** نعم.. زيارة واحدة فقط لمقر نادي الهلال تكفي لمعرفة ما يدور فيه من عمل يؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ نادي الهلال..
شخصياً كنت في النادي مساء الخميس الماضي ضيفاً على قناة الزعيم.. وذلك بعد غياب طويل عن النادي قد يصل لثماني سنوات باستثناء بعض المرات التي أحضر فيها مباراة ودية أو تدريباً ولكن ب(الدس، وغالباً باللطمة).. ولذلك دهشت لما شاهدته من عمل كبير طال منشآت النادي.. حيث يكتشف أي زائر إلى أي مدى تعمل إدارة سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد لتأسيس مرحلة الهلال الحديث منشأة وإدارة وعلى الصعيد الفني.. فهناك مبالغ كبيرة وكبيرة جداً تُصرف داخل النادي منها ما يتعلّق بالإنشاءات الجديدة ومنها ما يخص الفريق الأول الذي يشهد حالياً أكبر ضخ مالي في تاريخه من حيث التعاقدات وتجديد العقود وتدعيمه باللاعبين..
وبأمانة أقول إن سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد يقود الهلال على طريقة (استمتع بالرحلة ودع القيادة لنا)، حيث تبذل الإدارة جهوداً فاقت في معظمها توقعات الجماهير والمتابعين وقدمت فريقاً قادراً على تحقيق طموحات الهلاليين العريضة والعريضة جداً.. ولم يعد لدى الهلاليين وأعني الجماهير الهلالية تحديداً سوى الاستمتاع بكل ما يحظى به الهلال حالياً من عناية واهتمام وما تحمله إدارته من طموحات عالية وكبيرة لقيادته نحو المزيد من الإنجازات والانتصارات..
في سنوات مضت كان الهلاليون يتمنون فقط إكمال النصاب القانوني للاعبين الأجانب وهم ثلاثة فقط.. بينما حالياً هناك أربعة لاعبين كل واحد منهم كلّف خزينة الإدارة والنادي مبالغ طائلة لم تُدفع في أي ناد آخر خلال السنوات الماضية.. وهذا جانب واحد فقط بينما العمل يسير جنباً إلى جنب في اتجاهات أخرى تتعلّق بتطوير النادي كمنشأة وكإدارة مؤسسية ينتظر أن تكون خلال سنتين أو أقل أولى المنشآت الرياضية السعودية جاهزية للتخصيص.. نعم الهلال يسير الآن بهدوء وبعيداً عن الضجيج نحو مرحلة جديدة في تاريخه كانت الهم الأكبر لجماهيره سنوات عديدة.. وفي ظني أن الهلاليين بعد الآن ليس لديهم ما يقولونه أو يطالبون به في ظل ما تحقق حتى الآن وما هو منتظر مستقبلاً.. وهذه شهادة لله وللإدارة الجديدة التي يرأسها الهلالي العريق عبد الرحمن بن مساعد والتي لا تألو جهداً في إسعاد الجماهير الهلالية ووضع ناديها في المكانة اللائقة به.
لمسات
** موقعة الهلال والنصر القادمة ستكون حاسمة جداً في مسيرة الزعيم نحو اللقب الكبير.. ولذلك أكثر ما يخشاه الهلاليون أن تعود لعبة الترشيحات والأفضل والأضعف لتؤثِّر سلبياً في نتيجة المباراة!
** هل يمكن أن يُلام الهلال على اختيار اللاعبين له وتفضيلهم اللعب في صفوفه.. أعتقد أنه ليس اللاعبون فقط هم من يتمنى ذلك وإنما هناك إداريون يحلمون بالانتقال له من خلال تحرشهم الدائم بكل ما هو أزرق!
** التحكيم مرة جديدة حرم منتخبنا من كأس الخليج التاسعة عشرة رغم أن الحكم الهولندي هو من قاد المباراة.. شخصياً أعتقد أن الوضع كان سيكون أسوأ لو قاد اللقاء حكم خليجي.. والدليل قرارات الحكمين المساعدين.
** حصول النجم الكبير ماجد المرشدي على جائزة أفضل لاعب في خليجي 19 انتصار كبير للاعب ولمن وقف معه وضد محاولات إبعاده غير المنطقية في الموسم الماضي.
** محلّلو القناة الرياضية من اللاعبين القدامى يتحدثون في كل شيء باستثناء الأمور الفنية.. وشخصياً لا أجد في الاستوديو التحليلي رأياً فنياً سوى من المدرب الوطني يوسف خميس والبقية...!
** الوحدة ستبيع ستة أشهر متبقية لها في عقد المحياني بمبلغ يصل لعشرين مليون ريال.. هل يمكن أن نجد مثل هذا الوضع في أي دولة في العالم تطبِّق الاحتراف.. فما نعرفه أن النادي يبيع عقد اللاعب وفي حالة المحياني العقد المباع هو ستة أشهر!!