Al Jazirah NewsPaper Friday  23/01/2009 G Issue 13266
الجمعة 26 محرم 1430   العدد  13266
أوقفوا المتهورين!
د. فهد بن علي العليان

 

لا يخفى على الجميع أن قيادة السيارة تعد جزءاً من شخصية المجتمعات المختلفة؛ حيث إنها تدل بشكل مباشر على مدى تحضر هذا الشعب أو ذاك، لكن ما يزعج الكثيرين هو كثرة الحوادث على الطرق السريعة والداخلية في مدن وقرى المملكة نتيجة..

للممارسات الخاطئة الكثيرة - للأسف - لدى بعض قائدي المركبات. إن الحوادث المرورية - التي نراها في كل وقت وحين - تفتك بحياة الناس وتتسبب في عجز وإصابة الآلاف منهم وتؤدي إلى إهدار اقتصادي كبير في الأموال والأنفس والممتلكات؛ وذلك نظراً لارتفاع أرقام ومعدلات وإحصاءات الحوادث المروعة والإصابات المحزنة، وهنا يتساءل الجميع بحرقة: هل الأنظمة المرورية عاجزة عن وضع إجراءات عملية للحد من وقوع هذه الحوادث؟

لقد وضعت الدول المتقدمة أنظمة صارمة وقوية للحد من وقوع الحوادث بالإضافة إلى العمل على رفع الوعي لدى مختلف شرائح المجتمع بأهمية الالتزام بالأنظمة المرورية؛ حيث يقطع المسافر في تلك الدول آلاف الأميال دون أن يرى حادثاً واحداً. أما في بعض مدننا فلا تكاد تخلو الطرق الدائرية والشوارع الرئيسة من التوقفات الطويلة نتيجة الحوادث. إن ثقافة قائدي السيارات المرورية لدينا - بلا شك - تلعب دوراً أساسياً في استمرار الحوادث وازدياد أعداد ضحايا حوادث الطرق؛ وذلك نظراً لغياب الوعي المروري لدى السائقين.

إن كثيراً من الحوادث المرورية - للأسف - تحدث بسبب عدم الانضباط واتباع الإرشادات المرورية؛ مما يحتم العمل على وضع نظام مروري حازم وقوي يشترك في وضعه المتخصصون والخبراء بالإضافة إلى العمل على تثقيف أفراد المجتمع في مجال أنظمة المرور من خلال إعداد كتيبات إرشادية عن قواعد المرور وأنظمتها توزع في المدارس والجامعات والأماكن العامة.

إن السرعة - من وجهة نظري - تعد أحد الأسباب الرئيسة في وقوع الحوادث على الطرق السريعة، لكن هناك سبباً آخر لبعض الحوادث داخل المدن بدأت تظهر آثاره ويتجرع الناس مراراته ألا وهو قطع الإشارات والتهاون بها وخصوصاً في الأوقات المتأخرة من الليل؛ حيث اطلعت على حالات أودت بحياة بعض الأفراد، وبعضها كاد أن ينهي حياة آخرين. إن سلوك هؤلاء (القاطعين) لم يكن ليحصل لولا التهاون في تطبيق النظام وصرامة العقوبة وقوة المراقبة لممارسات هؤلاء الصبية الذين يعبثون ويدمرون مستقبل أسر كثيرة تفقد عائلها نتيجة هذا التهور! ومن ثم فإن على رجال المرور الوقوف بحزم في تطبيق النظام على قاطعي الإشارات الذين يجازفون بحياة الناس.

وأخيرا، أوجه نداء إلى كل من يقطع إشارة في أي وقت من ليل أو نهار أن يتذكر أنه قد يحرم عائلة من والد أو أم، وقد يحرم أسرة من ابن أو بنت، بل إنه يساهم في زيادة بكاء الأمهات والآباء والأولاد والبنات الذين يتجرعون غصص الفجيعة ولوعة الفراق.





alelayan@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد