القاهرة - مكتب الجزيرة - ضياء عبد العزيز
ثمن خبراء ودبلوماسيون مصريون المبادرة التى أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمصالحة بين الدول العربية أثناء خطابه في قمة الكويت الاقتصادية، وأكد الخبراء أن المبادرة الكريمة من المليك أنقذت الوطن العربي من نفق الانشقاقات المظلم، وأوضحوا أن العالم كله كان يتوقع أن تنفجر قمة الكويت بمزيد من الصراعات بين العواصم العربية ولم يكن أكثر المتفائلين يحلم بأكثر من أن يبقى الحال على ما هو عليه ولكن مبادرة المليك قلبت الموازين وأعادت وحدة الصف العربي.
فمن جهته قال الدكتور ممدوح سالم رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط والذي يأخذ القاهرة مقراً له أن دعوة الملك عبد الله لتنقية الأجواء العربية ونبذ الخلافات حماية للوحدة العربية هي دعوة كريمة جاءت في وقتها وتدل على حرص متناه من المليك في بقاء البيت العربي شامخاً عظيماً قادراً على مواجهة أزماته وتحدياته.
وأضاف سالم أن الدعوة تأتي أيضا في وقت زادت فيه الخلافات العربية بشكل ملحوظ مما كان يحتم على أصحاب البصائر طرح مبادرة للمصالحة وقد جاءت تلك المصالحة على يد خادم الحرمين الشريفين، وأوضح سالم أن الموقف العربي الذي تجلت فيه الاستقطابات بشكل لا يخفى على أحد مشيرا إلى أننا لو تركنا الوضع الحالي ودخلنا في سجالات وخصومات ستضيع الأمة العربية وسنكون قد جنينا على أنفسنا لكن الله سلم، وجاءت مبادرة المليك.
وأشار سالم إلى أن الموقف العربي قبل المصالحة كان مؤسفا ويجعلنا غير قادرين على مواجهة التحديات وقد رأينا كيف أن بعضا من العرب ترك محرقة غزة تلتهم الفلسطينين وراح يزايد ويزايد ويترك المشكلة الرئيسية لذلك كان توقيت مبادرة الملك عبدالله مناسبا جدا والظروف مهيئة وملائمة لهذا الجهد البناء لأن الجميع يرى كم تسببت الفرقة والخلافات في هواننا على العالم.
وشدد سالم على ضرورة تنقية الأجواء العربية والبناء على مبادرة المليك فإننا أمام مرحلة جديدة من حيث وجود أزمة مالية عالمية مسيطرة على الأجواء السياسية الدولية فضلا عن تولي رئيس أمريكي جديد وموقف أوربي إيجابي من قضايانا وقد شهدنا هذه التحركات الأوربية الداعمة للحقوق العربية وعليه فاللحظة مواتية جدا وعلينا استثمار مبادرة المليك لإصلاح ذات البين وبلورة موقف عربي موحد يجذب إلينا المؤيدين من شرفاء العالم ويوقف الداعمين لإسرائيل عند حدودهم وهذا كله يتطلب منا مزيداً من التنسيق لأن العالم لو رآنا مشتتين مختلفين بهذه الصورة فلن يساعدنا أو يقف بجوارنا أحد.
وأكد عبد المجيد فريد رئيس مركز الدراسات العربية أن الدعوة جاءت من دولة من أكبر الدول العربية وبالتالي سيكون لها مردود إيجابي هذا بالإضافة إلى النية الحسنة التي يتمتع بها الملك عبد الله بن عبد العزيز حماه الله قال إنه لا بد من أن تقوم الجامعة العربية كتنظيم إقليمي ومصر بتشكيل قوة داعمة لهذه المبادرة الطيبة وتكوين قاطرة لتحقيق إنجاز في هذه المسألة المهمة ودعا إلى الوقوف صفاً واحداً وجميعاً والعمل على عدم نقض ما تم الاتفاق عليه حين دعا الملك عبد الله قادة مصر وسوريا وقطر والأردن أثناء قمة الكويت إلى الاجتماع الذي تضمنته الدعوة لتنقية الأجواء بل وطالب فريد هذه الدول إلى إظهار النية الطيبة والبناء على ما تم إنجازه من جهد.
وقال السفير محمد إبراهيم شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية أننا في مصر لبينا الدعوة الكريمة من الملك عبد الله بن عبد العزيز لأنها بالفعل جاءت في وقت كادت فيه الأزمات العربية والعلاقات العربية أن تأخذ منحنى وطابعا قد لا يمكن العودة منه بسهولة فتحية منا لهذا الملك وللدعوة الكريمة التي لا بد أن نساعدها ونسايرها دون مراوغة أو بطء لأن الوقت ليس في صالح أحد ولن يخدم أحد لا من قريب أو بعيد.