شارلستون - (أ ف ب)
قد تكون هيلاري كلينتون فشلت في مسعاها لتصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، إلا أنها عادت مع مصادقة مجلس الشيوخ فجر أمس الخميس على تعيينها وزيرة للخارجية، إلى مقدم الساحة لمواجهة تحديات جمة ما يتيح لها فرصة لتدوين اسمها في التاريخ. وستواجه السيدة الأميركية الأولى سابقاً المعروفة بانها لا تستسلم، تحديات هائلة في الخارج، يتصدرها استمرار الحرب في العراق وأفغانستان فضلاً عن تهديدات الإرهاب التي عادت إلى الواجهة مع هجمات بومباي في الهند أواخر تشرين الثاني - نوفمبر 2008م.. لكن التحدي الأكبر الذي ستواجهه سناتورة نيويورك (61 عاماً) صاحبة الشخصية القوية، سيكون تحسين صورة بلدها والبدء بمرحلة جديدة للسياسة الخارجية الأميركية وعد بها الرئيس الجديد باراك أوباما. ويمكن لكلينتون أن تعتمد من الآن على دعم كبير جداً في الخارج بفضل الصورة التي خلفتها بصفتها السيدة الأميركية الأولى سابقاً وبفضل سمعة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الطيبة في العالم. وبعد خسارتها في الانتخابات التمهديدية الديموقراطية، عملت كلينتون التي كانت السياسة الخارجية أحد محاور حملتها الرئيسة، بجهد لفوز أوباما، وحثت ملايين الناخبين المؤيدين لها على دعم محاولة هذا الأخير ليصبح أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة.
وقيل إن كلينتون ترددت في البداية قبل القبول بالمنصب.. لكن معلومات أشارت إلى أنها حصلت على ضمانة بإمكانية الوصول إلى الرئيس مباشرة. وقال ديفيد روثكوف خبير شؤون الأمن القومي: (إنها تتمتع بمقام عالمي.. ستكون قادرة على التعامل مباشرة مع الرئيس وتمرير رسالتها بشكل فعال معه وستكون أحد أفضل المدافعين عنه على الساحة الدولية).وبعد قبولها المنصب الذي عرضه عليها أوباما أعلنت كلينتون، التي تركت مقعدها في مجلس الشيوخ عن مدينة نيويورك شاغراً، في خطاب وداعي في المجلس أنها (تشعر بالارتياح لهذا الدعم ولمنحها الثقة).
وأضافت: (إنها مرحلة حاسمة ومليئة بالتحديات.. لكنني سأشعر بالثقة دائماً في هذا المجلس وفي مواطني وأشعر بالتفاؤل في ان الأيام السعيدة لأميركا قادمة).
ووعدت بالعمل على (نشر السلام والرخاء والتقدم في العالم)، مؤكدة أنها (متمسكة بالقيم نفسها التي جعلتها تعمل أربعة عقود في خدمة الدولة).