Al Jazirah NewsPaper Friday  23/01/2009 G Issue 13266
الجمعة 26 محرم 1430   العدد  13266
بدر الملاحي لـ «الجزيرة»:
المملكة من أعلى دول العالم في فقد المياه... والصيانة والشبكات الجيدة تحد من ارتفاعه

 

«الجزيرة» - حازم الشرقاوي

عادةً بعد اكتمال منظومة البنية التحتية والمشروعات الحيوية يأتي الدور المهم، وهو الصيانة والتشغيل؛ لأنه يعد العمود الفقري لحماية أية منشأة، سواء كانت خدمية أو إنتاجية. ولأهمية هذين القطاعين الحيويين التقت (الجزيرة) المهندس بدر الملاحي المدير العام لشركة الخريف للصيانة والتشغيل والمقاولات صاحب الباع الطويل في هذا المجال والذي بدأ عام 1980م في مديرية المياه والصرف الصحي بمنطقة الرياض والحاصل على ماجستير الهندسة الصحية عام 1989م ثم انتقاله إلى شركة الخريف عام 2004م. وقد تناول الحديث مع الملاحي قضايا الخصخصة المتعلقة بقطاعي المياه والصرف الصحي ومستقبل الشركات الوطنية العاملة في هذا المجال في ظل المعايير الوزارية الجديدة، وكذلك التحديات التي تواجه هذا القطاع وعدد من القضايا المتعلقة بهذا الموضوع من خلال الحوار التالي:

* كيف كانت بداية شركة الخريف في قطاعي الصيانة والتشغيل؟ وما أهم أنشطة ومشروعات الشركة؟

- بدأت الخريف أعمالها في مجال التشغيل من مدينة الرياض عام 1985م وذلك بعقود لتشغيل الآبار الحكومية، ثم بدأت تزداد هذه المشروعات فتم في عام 1990م تأسيس شركة الخريف للصيانة والتشغيل، وحصلت على عقود لصيانة وتشغيل محطات تنقية المياه ومعالجة الصرف الصحي وشبكات المياه والصرف الصحي في مختلف أنحاء المملكة.

* يبدو أن أعمال الخريف للصيانة والتشغيل ضخمة.. فكم يقدر حجم أعمال الخريف للصيانة والتشغيل والمقاولات؟

- إن حجم أعمال الشركة في مجال الصيانة والتشغيل والمقاولات يقدر بنحو مليار ريال، فقد بلغ عدد مشاريع تشغيل وصيانة الصرف الصحي والمياه 33 مشروعاً بإجمالي عقود 404 ملايين ريال، و10 مشاريع مقاولات بإجمالي 561 مليون ريال.

* هل لك أن تقدم لنا تفاصيل أكثر عن مشاريع المقاولات التي تقومون بتنفيذها؟

- ذكرت لكم في السابق أن لدينا 10 مشاريع مقاولات، من بينها محطة معالجة مياه الصرف الصحي بطريق الخرج بطاقة 100 ألف م3 في اليوم، إضافة إلى مشاريع محطات معالجة مياه الصرف الصحي في محافظة الخرج بطاقة 30 ألف م3، ومحطة عنيزة بطاقة 25 ألف م3 (تحت الترسية)، كما أن هناك مشروع تنفيذ شبكات الصرف الصحي في عدد من أحياء بريدة بتكلفة 199 مليون ريال، وكذلك مشروع تنفيذ شبكات صرف صحي في محافظة دومة الجندل بتكلفة بلغت 89 مليون ريال.

* كيف ترى أهمية الصيانة في المشروعات؟

- أي صيانة للمنشأة يساهم في إطالة عمرها، كما أنها تضمن استمرارها وزيادة طاقتها الإنتاجية، والصيانة هي العمود الفقري لأية منشأة في العالم.

* كيف تنظر إلى أهمية الخصخصة التي تقودها وزارة المياه حالياً في المملكة؟

- إن الخصخصة مهمة لكي يتم تحويل إدارة منشآت المياه والصرف الصحي الحيوية من الحكومية إلى القطاع الخاص؛ مما يساهم في رفع مستوى الخدمة، كما أنها تقلل من التكاليف، وقد اهتمت وزارة المياه والكهرباء بالخصخصة، وبدأت فيها بخصخصة قطاع المياه، والتي تتم وفق نظرة تجارية وليست تقليدية.

* ما استعدادات شركة الخريف للدخول في المرحلة المقبلة المتعلقة بتوجه الوزارة نحو الخصخصة؟

- أولاً نحن لدينا أكثر من 3600 موظف وعامل في الشركة وهم من أفضل الكفاءات ويمتلكون خبرات على أعلى المستويات العالمية، كما أن الشركة تقوم بتأهيل جميع العاملين فيها عبر متابعة أي جديد في عالم الصيانة والتشغيل، كما أن الشركة لديها شراكات استراتيجية مع شركات عالمية كبرى لديها خبرات في مجالات إدارة وتشغيل وصيانة مشروعات المياه والصرف الصحي في العالم، وقد قمنا بالاستعداد مبكراً للاستفادة من المشاريع التي يتم تخصيصها حالياً من قبل الوزارة.

* ما هدفكم من مشاريع الخصخصة التي تطرحها وزارة المياه والكهرباء؟

- نحن نستهدف الحصول على نسبة لا بأس بها من المشروعات المطروحة للخصخصة، سواءً خصخصة قطاع تحلية المياه المالحة أو تلك الخاصة بخدمات المياه في المدن.

* ماذا عن تطلعات شركة الخريف للصيانة والتشغيل؟

- نتطلع للوصول إلى العالمية في هذا المجال من خلال الدخول في مشاريع داخل وخارج المملكة العربية السعودية.

* هل لديكم إحصاءات حول حجم الاستثمارات المتوقعة لقطاعي المياه والصرف الصحي؟

- طبقاً لدراسة أعدها مجلس الغرف التجارية الصناعية فإن حجم الاستثمارات في كل القطاعات يزيد على 600 مليار ريال، نصيب قطاعي المياه والصرف الصحي منها 25% تمثل 150 مليار ريال.

* ما أهم التحديات التي تواجه الشركات المحلية في ظل توجه الوزارة نحو خصخصة قطاعي المياه والصرف الصحي؟

- ليس أمام الشركات المحلية سوى البحث عن شركاء أجانب من أجل رفع مستوى قدراتهم الفنية والمهارية في هذا المجال؛ حتى تتناسب مع المعايير الجديدة التي وضعتها وزارة المياه بشأن المشروعات المطروحة للتخصيص، ونحن في الخصخصة المطروحة حالياً.

* هل ترى أن هناك ضرورة للتحالف مع شريك أجنبي؟

- نعم لدينا أكثر من خيار بالنسبة للشريك أجنبي في العالم من أجل الدخول بقوة في مشروعات ضرورية؛ لأنه سيكسب الشركات المحلية العاملة في نفس المجال الخبرات العالمية التي يعمل بها.

* هناك شركات كثيرة في مجال الصيانة في المملكة؛ فكيف ترى مستقبل هذه الشركات في ظل المعايير الوزارية الجديدة؟

- نعم هناك شركات كثيرة في السوق، ونتوقع خروج بعض شركات الصيانة. وعن دورها في المستقبل فأرى أن يتم التوجه بهذا السؤال للشركة الوطنية للمياه وإن كنت أرى أنه في المرحلة المقبلة سيقتصر دورها على العمل من الباطن، وسيكون البقاء للشركات صاحبة الخبرات والتي تمتلك كوادر مؤهلة في عمليات التشغيل والصيانة.

* كيف تساهم عملية الصيانة في الحد من الفاقد في شبكات المياه؟

- إن عملية الصيانة تساهم بصورة مباشرة في الحد من الفاقد في الشبكات حيث يتراوح في بعض المدن ما بين 18% و30% وإن عملية الحد من الفاقد ترتبط بشقين هما الصيانة الجيدة وتغيير الشبكات المتهالكة وتصميم الشبكات بشكل جيد.

* وما النسبة العالمية المسموح بها في فاقد شبكات المياه؟

- النسبة العالمية لفاقد شبكات المياه لا تتجاوز 10% وهناك دول مثل سنغافورة وصلت إلى نسبة 5% أما الرياض فقد بلغت 20%.

* ماذا عن مشاريع الشركة مع القطاع الخاص؟

- لدينا أعمال مع الكثير من الشركات الخاصة، ومن أبرزها عقد مشروعات مدينة الملك عبدالله الاقتصادية الذي من المتوقع توقيعه مع شركة إعمار لإدارة وتشغيل صيانة محطة تحلية المياه المالحة للمدينة بالتضامن مع إحدى الشركات العالمية.

* كيف ترى واقع المياه في المملكة في ظل التحذيرات التي تطلقها المؤتمرات العالمية حول أن الحروب القادمة ستكون بسبب المياه؟

- أود أن أؤكد أن المملكة لديها فرص كبيرة للاكتفاء المائي من خلال مصدرين مهمين، الأول: جنوب غرب المملكة حيث تهطل الأمطار بصورة غزيرة وهي تحتاج فقط إلى مصائد للمياه عبر إقامة السدود المناسبة التي تحافظ على بقاء هذه المياه من التوجه نحو البحر الأحمر، والمصدر الثاني: في منطقة الجوف شمال المملكة حيث يتوافر فيها مخزون كبير من المياه الجوفية عالية الجودة ويمكن ضخها إلى وسط المملكة بسهولة كمصدر مائي أقل تكلفة من عمليات التحلية، إضافة إلى أن المياه الجوفية في الشمال تتميز بأنها متجددة ووفيرة، ولا تحتاج إلى ضخ عال مثلما يحدث في مصادر المياه الأخرى.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد