Al Jazirah NewsPaper Friday  23/01/2009 G Issue 13266
الجمعة 26 محرم 1430   العدد  13266
من هنا نبدأ:
ابدأ بنفسك

 

حينما تظهر المشكلات والمحن ينبري لها بعض في جهل مطالبين بفعل كذا ومنقضين باللوم على طرف ما وقادحين بحقيقة جلية، محملين أشخاصاً بالنتائج المخيبة لكل ما يسمع ويقال ويرى، وهذا يعد ظلماً جائراً فكيف يا أيها الحاذق تكيل بمكيالين متناقضين بينما تطالب بأعلى صوتك وبكل مكان بإصلاح الآخرين لأنفسهم وأنت لم تبتدئ بإصلاح ذاتك وأمرك!؟. قبل أن تندفع بأحاديثك اجعل من هذه الآية (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) قاعدة ربانية اتبعها وتدبرها في كل جوانب حياتك أنت من ذات القوم فلربما كان ضياع حالك عالة على قومك وسبباً في ظهور المشكلات ودافعاً للمحن وجالباً لسخط الله، فليكن المنطلق منا لا ممن حولنا ولنداوي جراح الآخرين بالتأكد من أنه لم تكن لنا مساهمة في جراحهم، قال الشافعي أبياتاً سيذكرها الجيل بعد الجيل محاكياً ما عليه الأمر لدى الكثيرين:

نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيبٌ سوانا

فلنخلع رداءات التخاذل مع ذواتنا والتنصل من مسؤولياتنا وتحميل الآخرين ما آلت إليه أوضاعنا ونتائج سلوكنا المقيت! ولنبادر بالإصلاح حتى نكون أنموذجاً مؤثراً صادقاً ومطابقاً لأقواله مع أفعاله ومقاصده. وما عقد العزم إنسان وجاهد لإصلاح نفسه إلا قطف ثمار مجاهدته لنفسه براحة الصلاح وطمأنينة البال واستقرار الحال وتعطرت أنفاسه بالسعادة وقوي قلبه بصلته برب العباد لعلمه أن أمره خير فكان جبلاً لا يهتز في النكبات وصابراً مأجوراً باعثاً للأمل بالله في النوازل.

ولكي تبدأ رحلة التغيير إلى الأفضل بادر بالاهتمام بجوانب منها:

1- جانبك الإيماني:

ارتق بروحك لأجل الله وليحفظك الله أحفظه وابتدئ يومك بقراءة وردك وصلاة الفجر وقراءة آيات من القرآن الكريم وادعوا الله وتصدق وتوكل عليه تحقيقاً في كل أقوالك وأفعالك لا تعليقاً.

2- جانبك العقلي:

اقرأ بضع صفحات من أي كتاب مفيد يشحذ همتك للتغيير ويثري معلوماتك ولتحكي لمن حولك ما استفدت منه واطلع على أحوال العالم ببصيرتك قبل بصرك.

3- جانبك الاجتماعي:

لا تدع وقتاً في يومك من غير لمسة حانية لكل فرد من أفراد أسرتك ولأي ممن تقابله في يومك ومعاملة للكل بأحسن مما يعاملوك لأجل خالقك ثم لأجل ذاتك ومن ثم لأجلهم0

4- جانبك العملي:

ابتدئ بعمل كل فكرة ترى فيها خيراً مهماً بدا لك صغرها ولا تؤجل عملك أبداً وخطط ليومك منذ الليلة الماضية ولا تدع يوماً من أيام بلا أثر حسن ترجو ثوابه دنيا وآخرة.

5- (اقبل كل أيامك الجميلة واستمتع بكل لحظة فيها، واقبل كل أيامك العصيبة واعمل على أن تجعلها أياماً جميلة).

ليسا دادو



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد