Al Jazirah NewsPaper Friday  23/01/2009 G Issue 13266
الجمعة 26 محرم 1430   العدد  13266
سيرة مشرقة
أسد فلسطين

 

سيرته هي ترجمة النظريات إلى أفعال، إنه د.عبد العزيز علي الرنتيسي -رحمه الله، لقب ب(أسد فلسطين)، ولد في (23-10-1947) في قرية يبنا، ولجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى غزة واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عمره ستة أشهر، حيث نشأ بين تسعة إخوة وأختين. التحق في السادسة بمدرسةٍ لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وعمل ليعيل أسرته. تخرّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية في مصر، ونال منها الماجستير في طب الأطفال، عمِل طبيباً، كانت حياته مليئة بالاعتقالات، اعتقل لرفضه دفع الضرائب للاحتلال. وكان أحد مؤسّسي (حماس) عام 1987، وأول من اعتُقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى، واعتقل 21 يوماً بعد عراكٍ بالأيدي بينه وبين جنود الاحتلال، الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدّهم، فاعتقلوه دون أن يتمكّنوا من دخول الغرفة. وبعد شهرٍ من الإفراج عنه اعتقل عامين ونصف العام، ووجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس وقيادة (حماس) وصياغة المنشور الأول للانتفاضة، بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك، واعتقل بعد مائة يومٍ. وفي 1992 أُبعِد مع 416 من أعضاء حركتي (حماس) والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، فبرز كناطقٍ باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في مرج الزهور، لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم وقد نجحوا في كسر قرار الإبعاد.

باشر دوره في قيادة (حماس) ودافع عن ثوابت الشعب الفلسطيني وشجّع على النهوض من جديد، ولم يرقْ ذلك للسلطة الفلسطينية التي اعتقلته بعد أقلّ من عامٍ من خروجه من سجون الاحتلال، وذلك بضغطٍ من الاحتلال وأفرج بعد 15 شهراً، لوفاة والدته.

ثم أعتقل ثلاث مرات ليُفرَج عنه بعد أن أضربَ عن الطعام وقُصِف المعتقل من طائرات الصهاينة، وهو في غرفة مغلقة في السجن المركزي في الوقت الذي تم فيه إخلاء السجن من الضباط وعناصر الأمن خشية على حياتهم، وحاولت السلطة اعتقاله لكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله.

وحفظ كتاب الله في المعتقل عام1990، بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ أحمد ياسين، وله قصائد شعرية تعبّر عن انغراس الوطن والشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده، وهو كاتب مقالة سياسية تنشرها له عشرات الصحف. ولقد أمضى معظم أيام اعتقاله في عزل انفرادي .

في 2003 نجا من محاولة اغتيالٍ نفّذتها قوات الاحتلال الصهيوني.

وفي 2004، وبعد يومين على اغتيال الشيخ ياسين، اختير الدكتور الرنتيسي زعيماً لحركة (حماس) في قطاع غزة، خلفاً للشيخ أحمد ياسين.

واستشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 2004، بعد أن قصفت سيارتهم طائرات الأباتشي الصهيونية في غزة.

ولقد جمع رحمه الله بين الشخصية العسكرية والسياسية والدينية وكان أديباً وشاعراً ومثقفاً وخطيباً مفوهاً، يتمتع بالهيبة ويحظى باحترام ومحبة كل شرائح الإسلامي، لما كان يتمتع به من شخصية قوية وجرأه وتحديه الواثق لقادة الكيان ولجلاديه في سجون الاحتلال.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد