الجزيرة - الرياض
أسهمت سياسة الانفتاح العلمي التي ظلت تتبعها جامعة الملك سعود مع عدد من الجامعات العالمية في تحقيق كثير من أهدافها وخططها وهو ما مكنها لاحقا من الحصول على المركز الأول عربياً في تسجيل براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية والأول كذلك في الحصول على أوسمة الملك عبدالعزيز من الدرجتين الممتازة والأولى على المستوى الوطني بجانب حصول أساتذتها على عدد من الجوائز العالمية وبراءات الاختراع.
وعزا كثير من المراقبين ما يحدث في الجامعة حاليا من حراك علمي للسياسات التي ظلت تتبعها إدارة الجامعة في هذه المرحلة المهمة من تاريخها وتركيزها على البحث العلمي والتطوير، مشيرين إلى أن ذلك ينبثق من ثقة الإدارة في تمكن أعضاء هيئة تدريسها وقدرتهم وفعاليتهم في كل ما يتعلق بصنع الانجازات البحثية متى تهيأت لهم الظروف، ولعل ما يؤكد ذلك ما ظلت تتناقله وسائل الإعلام بشأن حصول الجامعة على المركز الأول في نشر الأبحاث العالمية على مستوى البلاد، ولأن جامعة الملك سعود تحتل المرتبة الأولى عربياً في تسجيل براءات الاختراع إلا أن مجال البتروكيماويات يعد مجالا بحثيا لافتا في الجامعة التي تحتضن قسما للهندسة الكيميائية وقسما لهندسة البترول وقسما لعلوم الكيمياء تسهم في تعزيز دور الجامعة في مجال البتروكيماويات، حيث تضم قائمة شرف الحاصلين على براءات اختراع في مجال البتروكيماويات عددا من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وهم الدكتور سعيد الزهراني الحاصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجتين الأولى والممتازة والذي سجل 3 براءات اختراع في أمريكا وأوربا تتعلق باستخدام مواد حفازة جديدة لإنتاج الالوفينات من المركبات الهيروكوبونية بجانب أكثر من 50 بحثاً في عدد من المجلات العلمية العالمية المحكمة، وتضم القائمة كذلك الدكتور سالم الذياب عضو هيئة التدريس في قسم الكيمياء بكلية العلوم والذي حصل على براءة اختراع من الولايات المتحدة الأمريكية عن بحثه المتعلق بتحضير صبغة الليزر في الحالة الصلبة عن طريق البلمرة بأشعة جاما والذي يمكن الاستفادة منه في مجالات تطبيقية كالطب والصناعة والعسكرية والاتصالات حيث يمكن أن تؤدي هذه الطريقة في التحضير إلى تقدم مذهل في هذا المجال، وطالب الماجستير عبدالله العنزي الذي حصل على براءة اختراع من الولايات المتحدة الأمريكية عن بحثه المتعلق بتحضير صبغة الليزر في الحالة الصلبة عن طريق البلمرة بأشعة جاما، كذلك الدكتور أنيس فقيها الحاصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى لتسجيله وزملائه الباحثين 3 براءات اختراع عالمية وهو احد أعضاء مجموعة البحث العلمي ضمن مشروع التعاون السعودي الألماني لإنتاج الهيدروجين من الطاقة الشمسية حيث قام بنشر 73 بحثاً في مجلات ومؤتمرات علمية محكمة عربية وأجنبية، وهدفت المخترعات الثلاثة التي قدمها الدكتور فقيها إلى الاستفادة من أحد مكونات مصادر الثروة المحلية المتمثلة في الغاز الطبيعي أو الغاز المصاحب، أما الدكتور ماهر العودان فقدم 3 براءات اختراع في مجال الصناعات الدقيقة نال بها وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى وحصل الدكتور يوسف الصغير على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى تقديراً لاختراعاته الثلاثة وهي (محفزات لإنتاج حمض الخل من أكسدة الإيثان، الطرق العملية لإنتاج حمض الخل من أكسدة الإيثان، محفزات لإنتاج حمض الخل من أكسدة الإيثان) وكانت كلها في العام 2007م طبقاً للتقرير الذي أصدرته الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين أخيرا.
كما كان لإنشاء كرسي سابك لأبحاث البوليمرات بجامعة الملك سعود أثر كبير في تسجيل براءات الاختراع خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية في بحوث مولتها سابك لباحثين في الجامعة، مما مكنهم من الحصول على أوسمة الملك عبد العزيز من الدرجتين الممتازة والأولى, فضلاً عن نشر العديد من الأوراق العلمية في دوريات نشر محلية وعالمية مختلفة، قناعة من سابك بأن الجامعة لديها من الإمكانات والقدرات التي تمكنها من المساعدة في تأهيل المهندسين المتميزين خصوصا في مجال البتروكيماويات.
ولا شك أن هذه الانجازات تعد استكمالاً للمسيرة العلمية والبحثية التي تميزت بها الجامعة بل هي نماذج فقط لبعض الذين قدموا الجهد والعرق لرفع رايات الوطن خفاقة عالية بين الأمم.