من الملفت أن يظهر المتطرفان والعائدان من غوانتنامو سعيد الشهري ومحمد العوفي في مواقع الإنترنت في وقت قرر فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إغلاق المعتقل سيئ السمعة خلال سنة، وتحسين العلاقات مع العالمين الإسلامي والعربي!.
لقد أعلن الإرهابيان الشهري والعوفي انضمامهما لما يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتقلدهما مواقع قيادية في التنظيم الإرهابي في محاولة لإشعال أزمة أخذت تهدأ برحيل الرئيس جورج بوش. وفي هذا الإعلان إشارة لمحبي الحروب إلى أن قرار إغلاق المعتقل قرار خاطئ، وأن بوش كان محقا في استمرار هذا المعتقل الذي واجه انتقادات دولية حادة منذ إنشائه في عام 2002م.
كما أنه تأكيد مجاني على أن تحسين العلاقات بين أمريكا والعالمين العربي والإسلامي سياسة غير صحيحة في ظل وجود مثل هؤلاء الراغبين في (إيذاء) أمريكا، مما يعطي المتطرفين الأمريكيين والمتعاطفين مع إسرائيل المبررات الأمنية والأخلاقية المجانية لشن الحروب ضد الدول الإسلامية. فالإسرائيليون والمتطرفون في أمريكا سيحاولون إقناع الرأي العام الأمريكي والعالمي بأن سياسات أوباما لن تجدي وذلك أملا في دفع الأمور بالاتجاه المعاكس، ولا سيما لو قام متطرفو القاعدة بحماقة ونفذوا عملية إرهابية!.
وهو ما يسعى إليه تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المتشددة التي تحيا وسط الخراب، وتقتات على أشلاء الضحايا وترتوي بدمائهم.
وفي هذا السياق ذكرت مصادر أمريكية أن واحدا وستين معتقلا سابقا في غوانتنامو انضموا للقاعدة، أي بنسبة أحد عشر في المائة من عدد المعتقلين الإجمالي. ولذلك عبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيفري غوردن عن قلقه من ذلك بقوله: (ما زلنا قلقين من قدامى المعتقلين في غوانتنامو الذين أعادوا نسج صلات مع منظمات إرهابية بعد مغادرتهم مركز الاعتقال)!.
وهذا تصريح من مسؤول كبير في الوزارة، قد يستغل كورقة ضاغطة ضد أوباما ممن يعارضون سياساته التوفيقية ويحنون لسياسات بوش التصادمية وعندها تلتقي مصالح متطرفينا ومتطرفيهم من جديد!.
***