أتخيل أن الأذكياء من المؤرخين لا يتركون من بين أيديهم أمراً في الحراك البشري بمختلف أشكاله وأنماطه وموضوعاته وشخوصه في هذه المرحلة دون أن يدونوه بالوسائل المتاحة أو المبتكرة لتوثيقه والحفاظ عليه شاهداً على المرحلة صادقاً في شؤونها وشخوصها..

لذا لا أتخيل أيضاً أن هذه الفكرة لم تراودهم أو لم يبدأوا في تنفيذها..

لذا هل يمكن أن نتخيل أن كل من له مساس بهذا الحراك في المجالات المختلفة لم يضع في حسبانه الإتقان والإجادة والصدق فيما يفعل أو يقول؟.. هل يمضي المؤثرون في الحراك داخل المجتمعات الإقليمية والدولية دون تخطيط وتفكر فيما ستؤول إليه نتائج حراكهم بما فيه الفكري والأدبي والتربوي والتعليمي والسياسي والاقتصادي بصفة أدوار الفكر والأدب والتربية والتعليم والسياسة والاقتصاد المؤثرة والفاعلة في حصاد الحضارات ومنتجاتها؟...

ترى ما الإشراقات التي سيوثقها المؤرخون وما المظلمات التي سيتعقبون..؟ ما حجم خسائر الاندفاع الراكض بلا إلجام أو ترو...؟ وما مكاسب إعمال الأبعاد للتفكر في العواقب والحكمة في التعامل مع المواقف..؟

ولا أتخيل أنني سوف أعيش إلى أن أقرأ أو أرى حصاد مؤرخي هذه المرحلة المفعمة في مناحي الحياة على مستوى رقعة الأرض..

الكل يركض لكنه ركض عشوائي.. على الأقل حصاده الذي نرى هو الأرواح والقلوب وغلبية من القيم وكثير من الجمال..