«الجزيرة» - واس
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في الديوان الملكي بقصر اليمامة، أمس معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد ومعالي نائب رئيس المجلس الدكتور بندر بن محمد حمزة حجار وأعضاء المجلس وكبار المسؤولين فيه. وفي بداية الاستقبال ألقى معالي رئيس مجلس الشورى الكلمة التالية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
خادم الحرمين الشريفين..
أعزكم الله ونصركم وجعل التوفيق حليفكم..
لقد شاهدنا وشاهد العالم معنا مفاجأة القائد شاهد التحول الكبير في مسار القمة، فقد كنتم بحق - يا خادم الحرمين - القائد العظيم ذا الحضور الكبير في كل المحافل، يترك أثره الفاعل في كل مجريات الأمور، تقدمون حين يحجم الآخرون.
قمة الكويت كانت علامة فارقة في تاريخ القمم العربية الاستثنائية منها والعادية، والطارئة منها والدورية.
كان العرب ومن ورائهم العالم كله يترقب لحظة الحقيقة، كل المؤشرات كانت متشائمة، وكانت حالات الحذر والترقب والتوجس وظروف الأمة تحيط بالمؤتمر وبدت حالة العرب كأنها حالة مستعصية، فعلى الرغم من الجراح والدماء والقتلى والأشلاء والدمار كانت الثقة مهزوزة، والأولويات مشوشة، والعرب الذين اشتغلوا بالتسميات والتقسيمات في محاور وتحالفات لا يدرون أين يتجهون.
في هذه الظروف والأجواء تحدث الكبار وكان حديثهم حاسماً جازماً. يعلن قائدنا بصراحة وبقوة وصرامة رفض السير في ركاب الخلافات ويزيح الهم الجاثم على الصدور. وقلتم في نقد مسؤول للذات أمام هؤلاء الأعضاء في افتتاح السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى: (يشهد الله تعالى أنني ما ترددت يوماً في توجيه النقد الصادق لنفسي إلى حد القسوة المرهقة كل ذلك خشية من أمانة أحملها هي قدري وهي مسؤوليتي أمام الله - جل جلاله -)، وهذا هو ديدنكم في توجيه النقد الصادق للنفس مستمدين من ذلك عزيمة وقوة تسقط الباطل وتعلي الحق بإذن الله. بدأتم بنفسكم فأسقطتم خلافاتكم مع أي دولة ومع أي نظام.
هذه الشجاعة النادرة من قائد عظيم بحجم قمة وقامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قوة وشجاعة نحسب أنك أبرأت بها الذمة ووضعت الجميع على محك الشجاعة واختبار المصداقية. أطفأتم نيران التوتر وفتحتم الباب واسعاً للصلح وجمع الكلمة ووحدة الصف، مجسدين الديانة وصلاح القلب وروح الأصالة والنخوة. إنه خطاب القوي بربه ثم القوي بشعبه وبأمته، لم تقدموا أي تنازل؛ المبادرة العربية مطروحة، ولكنها لن تكون مطروحة إلى الأبد والسلام خيار ولكنه ليس الخيار الوحيد. كانت كلمتكم في أقل من عشر دقائق ولكنها كانت كافية لقلب الموازين بل لضبط الموازين، غيرتم اللغة فغيرتم المواقف. لقد عد العادون الكلمات بحروفها وزمنها شخصت الداء ووصفت الدواء. إنها كلمة استثنائية، نعم استثنائية، ولكنها ليست استثنائية في قاموس الملك عبدالله ولا في شخصيته ونهجه.
وثيقة تاريخية أغلقت باب التدخل الخارجي وأعادت الهيبة وأمسكت زمام المبادرة وغيرت صورة المعادلة في منطقتنا. إنها كلمة رجل الإسلام وفارس العروبة وملك الإنسانية في قيادته الحكيمة ودبلوماسيته الناجحة. كلمات قليلة ليس فيها مراوغة أو محاولة لكسب أو تبرير، ليس فيها حديث شخصي ولا
منجزات ذاتية كلمات صادقة حكيمة، نابعة من القلب فكان موقعها الرضا والقبول.
جاء حديثكم ليقطع الصمت الرهيب وليبدد الهواجس ويمزق التشاؤم، حديث من الفؤاد بنبرة معبرة وعبارات مؤثرة ومشاعر عربية إسلامية صادقة ومصارحة متناهية ومصالحة خالصة. قلتم: (مضى الذي مضى واليوم أناشدكم بالله - جل جلاله - ثم باسم الشهداء من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة باسم الدم المسفوح ظلماً وعدواناً على أرضنا في فلسطين الغالية باسم الكرامة والإباء باسم نفوسنا التي تمكن فيها اليأس أناشدكم ونفسي أن نكون أكبر من جراحنا وأن نسمو على خلافاتنا وأن نهزم ظنون أعدائنا بل نقف موقفاً مشرفاً يذكرنا التاريخ به وتفخر به أمتنا). ثم أعلنتم باسم الجميع تجاوز مرحلة الخلافات وفتح باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ ومواجهة المستقبل - بإذن الله - نابذين الخلافات صفاً واحداً كالبنيان المرصوص.
ولئن كنت رجل المبادرات الجادة الحكيمة المحكمة فإن هذه أم المبادرات وقمتها.. وما عليك بعد اليوم يا أبا متعب وأنت رجل الإصلاح والحوار والعرب والإسلام والإنسانية نحسب أنك قد أديت الذي عليك ونصحت لأمتك ونرجو أن الله سبحانه قد أذن لهذا الليل الحالك أن ينجلي بفضل الله ثم بمبادرتكم وصدقكم وطهارة قلبكم ونقاء سيرتكم وصفاء سريرتكم.
لقد أحرجتم الخصوم والمشككين في مواقفكم بل لقد أنطقتموهم ليقولوا ما أردتم أن يقولوه لا ما أرادوا أن يقولوه عجزوا أن يلوذوا بالصمت بل ألجأتموه بصدقكم ومصداقيتكم ليقولوا الحق ويشيدوا بدوركم ويقدروا مواقفكم وليعترفوا بفضلكم. لقد ارتفع مقامكم فوق القامات وعلا دوركم فوق الأدوار وتحلق حولكم إخوانكم الزعماء والقادة كما تتحلق الكواكب حول مدارها. لم تقفوا عند الماضي متسائلين أو معاتبين بل انتقلتم إلى المستقبل. أما ما أعلنتم من تبرع باسم الشعب فجاء خالياً من الترفع أو المنة بل لقد قلتم وصدقتم أن أي مبلغ مهما بلغ لا يوازي قطرة من دم فلسطيني.
وهكذا فليكن الصدق وهكذا فلتكن الدبلوماسية، واسمحوا لي - يا خادم الحرمين - أن أرفع لمقامكم الكريم التحية والتقدير باسمي واسم زملائي أعضاء مجلس الشورى على مواقفكم المخلصة وجهودكم الصادقة تجاه الوطن والأمة، فسيروا - يا خادم الحرمين - على طريق الحق والعزة والإباء، ونحن لكم - بعون الله - بعد ولي عهدكم السند والعضد والنصير.
خادم الحرمين الشريفين واسمحوا لي كذلك وقبل أن أختم كلمتي أن أقف عند إشارة لها دلالتها تسجل حضوركم ومواقفكم وتقدير العالم لكم أقف مهنئاً لمقامكم الكريم بالجائزة التي نلتموها من برنامج الغذاء العالمي (البطل العالمي لمكافحة الجوع)، ولن ينسى شعبكم زيارتكم الشهيرة لبعض الأحياء في مدينة الرياض ووقوفكم الشخصي مع هموم شعبكم فهنيئاً لكم هذه المواقف والإنجازات حفظكم الله.
أمدكم الله بعونه وتسديده ووفقكم وسمو ولي عهدكم لما يحبه ويرضاه، وحفظ علينا ديننا وأمتنا وبلادنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عقب ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره للجميع، وقال: (أنا لم أقل شيئاً إلا من واجبي الديني وواجبي الوطني والنخوة العربية). وأضاف - حفظه الله - يقول: (إخواني .. تحملت هذه المسألة من سنين وأنا أجابه الشيطان والعقل وتكررت هذه أياماً وليالي، والحمد لله رب العالمين قررت أن أستخدم العقل وأنبذ الشيطان والحمد لله أنني تمكنت من الضغط على النفس وأنتم تعرفون النفس والشيطان يصعب التخلص منهما، ولكن فوقهما إرادة الرب - عز وجل - ثم إيمان وإخلاص وثقة بشعبي وثقة بكل إنسان يحس بمسؤوليته العربية والإسلامية والأخلاقية، والله - سبحانه وتعالى - هو الذي أعانني، والحمد لله تمكنت من الذي سمعتموه، ووالله لا رياءً ولا أطلب أي شيء أو أن يقال عني أنني عملت شيئاً. هذه هي الحقيقة، وهذه التي صدرت من أخيكم. وشكراً لكم).
إثر ذلك دار حوار بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والحضور اتسم بالصراحة والوضوح حيث أجاب - حفظه الله - عن أسئلتهم وتطرق إلى ما تم تقديمه من مساعدات طبية للإخوة الفلسطينيين، مؤكداً - رعاه الله - حرصه على الأنفس السعودية والعربية والمسلمة وقال: (ما من شك أن ذلك واجب والمطلوب منا أكثر وأكثر).
ودعا خادم الحرمين الشريفين الإخوة في فلسطين إلى التكاتف ونبذ الشيطان، مشيراً - أيده الله - إلى أن تنافسهم هذا خطأ كبير سيؤدي إلى تفريقهم أكثر مما عملته الصهيونية فيهم، وقال: (أرجوهم رجاء مسلم إلى إخوانه المسلمين أن ينبذوا الشيطان ويتعوذوا منه ويلتفوا حول بعضهم وهو الأمر الذي سيرفعهم ويرفعنا ويرفع العرب جميعاً.. أرجو منهم عدم التنافس، عدم الانتحار، عدم حب الذات، لا بد أن ينكروا ذاتهم في خدمة دينهم ووطنهم فلسطين).
وفي نهاية إجابات الملك المفدى عن أسئلة أعضاء المجلس أكد - حفظه الله - على الترابط الكبير بين قيادة وشعب المملكة العربية السعودية وعلى اعتزازه بذلك الترابط قائلاً: (أنا لولا شعبي لا شيء، أنا فرد).
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين ومعالي مستشار خادم الحرمين الشريفين الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري.
من جهة أخرى استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في الديوان الملكي بقصر اليمامة أمس، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز رئيس لجنة جائزة الجمعية للخدمة الإنسانية وأعضاء الجمعية وأعضاء لجنة الجائزة.
وفي بداية الاستقبال تشرف طفل وطفلة من أطفال الجمعية بالسلام على خادم الحرمين الشريفين وهما الطفل فهد بن منصور الحاذور الذي ألقى قصيدة بين يدي خادم الحرمين الشريفين والطفلة نورة بنت عبدالعزيز الشقري. وقد تبادل الملك المفدى في أبوة حانية الحديث مع الطفلين واطمأن على صحتهما، متمنياً لهما الصحة والتوفيق والنجاح.
عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. أدام الله عزه. يشرفني أن أقف بين يدي مقامكم الكريم باسم كل طفل حرمته الإعاقة من التشرف بالمشاركة في هذا اللقاء الميمون وعن كل أم وأب وأسرة منحتموهم - بعد الله - الرعاية والأمل؛ أملاً في عودة فلذات أكبادهم كي يمارسوا دوراً سوياً في الحياة. وباسم كل من عمل ويعمل في خدمة هذه القضية الإنسانية، وكل من أسهم أو تبرع لهذا العمل الخيري النبيل، ونيابة عن أبناء هذا الوطن الذي أنعم الله عليه بشرف قيادتكم الحانية أنتم وسمو ولي عهدكم الأمين.. باسم أولئك وهؤلاء جميعاً، أتشرف بأن أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان لتفضلكم - حفظكم الله - بقبول جائزة الجمعية للخدمة الإنسانية التي نعدها رمز عرفان وتقدير لمن طوقنا دائماً بكريم عطائه ودعمه ورعايته.
إن شرف قبولكم - حفظكم الله - لهذه الجائزة يضاعف مسؤولية الجمعية، ويؤسس لمرحلة جديدة في تاريخها، وهي تخطو نحو عامها السادس والعشرين بثقة واثبة وطموح يسابق الزمن - إن شاء الله - ، بعد أن أسهمت - بتوفيق من الله - في الارتقاء بالعمل الخيري في بلادنا الغالية، وتحويل مبادرة خيرة إلى منظومة عمل مؤسسي متكامل يتسم بالاستمرارية والثبات، ويتعاطى مع قضية الإعاقة من منظور وطني جعل منها قضية اجتماعية وإنسانية في مقدمة أولويات الدولة والمجتمع.
سيدي.. إن تجربة هذه المؤسسة الخيرية التي اتفق الناس على تسميتها (جمعية وطن) يتجسد فيها دور ورعاية الدولة مع جهود الخيرين من المواطنين ومؤسسات القطاع الخاص لتثمر منظومة من الخدمات المتميزة والمجانية على أعلى مستوى عالمي لهذه الفئة الغالية من أطفالنا - علاجاً وتعليماً وتأهيلاً - تقدمها ستة مراكز منتشرة في عدد من مناطق المملكة تشرف أحدها بافتتاحكم له في جدة عام 1420هـ (مركز الملك عبدالله لرعاية المعوقين) إضافة إلى أربعة مراكز تحت الإنشاء. وهناك آلاف الأطفال تشملهم خدمات الجمعية سنوياً، وآلاف آخرون أتموا برنامج التأهيل، ومنهم من أكمل دراسته الجامعية وأصبح عائلاً يسهم بجهده في خدمة وطنه وأسرته، كل هؤلاء يدينون بالفضل لله - سبحانه وتعالى -، ثم لهذا البلد الطيب (مملكة الإنسانية) قيادةً وحكومةً وشعباً ومؤسسات على ما تحقق لهم مما هو ندّ لما تقوم به أكثر دول العالم تقدماً واهتماماً بقضية الإعاقة، بل ربما يتجاوز ذلك كثيراً. ويحسب لهذه الجمعية ريادتها في الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الإعاقة من خلال تنظيمها لمؤتمرين دوليين في هذا المجال في المملكة، وما قامت به لتأسيس مركز متخصص لأبحاث الإعاقة، وهو أول مركز من نوعه في الشرق الأوسط. كما تمكنت الجمعية بدعمكم المتواصل، متضامنة مع مؤسسات الدولة والجمعيات الشقيقة من إحداث نقلة ملموسة في تفاعل المجتمع مع قضية الإعاقة، من خلال العديد من برامج التوعية الوطنية، كما حققت هذه المؤسسة التي احتضنتموها سيدي، قصب السبق في لفت الانتباه إلى أهمية الوقف الخيري المؤسسي، من خلال تبنيها لاستراتيجية طموحة لإنشاء وقف في كل منطقة تحتضن مركزاً للجمعية بحيث تخصص إيرادات هذه الأوقاف لدعم نفقات التشغيل والخدمات المجانية المكلفة التي تقدمها المراكز، ولقد كنتم سيدي وولي عهدكم الأمين من السباقين لدعم تلك الأوقاف مادياً ومعنوياً، كما فتحت هذه الجمعية أبوابها لأبناء الوطن دارسين وباحثين ومتدربين؛ لتسهم في تنمية قدراتهم وصقل خبراتهم في مجال يعاني ندرة في الكفاءات الوطنية في مجال رعاية وتأهيل الأطفال المعوقين.
وها هو المواطن يا سيدي.. بوعيه وانتمائه يواكب تطلعاتكم وخطواتكم وجهودكم المباركة لترسيخ مفاهيم الاعتدال والحوار والتعايش الإيجابي والعمل الإنساني والخيري تكريساً لمنظومة القيم الأصيلة التي توحد على أساسها هذا الوطن العظيم ، وسيستمر عليها دائماً إن شاء الله.. سائلين رب العرش العظيم أن يحفظكم ويرعاكم وولي عهدكم الأمين، وأن يديم علينا جميعاً الخير والرفاه والازدهار في ظل عهدكم الوارف الميمون إن شاء الله.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقب ذلك تشرف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس جمعية الأطفال المعوقين وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز رئيس لجنة جائزة الجمعية للخدمة الإنسانية بتقديم وثيقة ووسام جائزة الجمعية للخدمة الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله. كما قدم أحد أطفال الجمعية العضوية الشرفية للملك المفدى ثم قدم أمين عام الجمعية عوض الغامدي كتاباً بعنوان (جمعية وطن) لخادم الحرمين الشريفين.
وقد أثنى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على الجهود التي تقوم بها الجمعية والقائمون عليها وما يقدمونه من خدمة إنسانية لأبناء الشعب السعودي، معرباً - أيده الله - عن شكره للجميع.
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز ومعالي وزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي ومعالي مستشار خادم الحرمين الشريفين الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري.
كما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في مكتبه بالديوان الملكي في قصر اليمامة أمس، معالي وزير العمل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي ومعالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي ومعالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص وممثلي الجهات المساهمة من القطاع الخاص في الشراكة الاستراتيجية مع المؤسسة في إنشاء وتشغيل المعاهد غير الربحية الذين تشرفوا بالسلام عليه - أيده الله - واستلام وثائق المباركة من مقامه الكريم.
وفي بداية الاستقبال استمع الملك المفدى إلى شرح عن المراحل التي وصل إليها المشروع وما حققه من أهداف وكذلك ما هو مأمول منه في المساهمة في تدريب وتوظيف الشباب السعودي. واستمع الجميع إلى توجيهات الملك المفدى ببذل أقصى الجهد في تحقيق أهداف هذه الشراكة الاستراتيجية ونشر معاهد التدريب المنبثقة عنها في كل مناطق المملكة ليستفيد منها جميع شباب المملكة في كل المناطق والمحافظات.
عقب ذلك سلم خادم الحرمين الشريفين وثائق المباركة من مقامه الكريم لشركات القطاع الخاص المبادرين بالشراكات الاستراتيجية. ثم تشرف معالي وزير العمل ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي بتقديم هدية تذكارية لخادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة.
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين ومعالي مستشار خادم الحرمين الشريفين الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري.
تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بذلت في السنوات الأخيرة جهوداً مضاعفة للدخول في شراكات استراتيجية مع قطاعات الأعمال الكبيرة، وقد أثمرت هذه الجهود تحقيق المزيد من التوسع في دخول هذه الشركات قطاع التدريب والمساهمة في تنمية وتأهيل الموارد البشرية الوطنية. وتم تصميم مشاريع التعاون طويل الأمد بين المؤسسة ومنشآت القطاع الخاص في جميع متطلبات التدريب من منشآت وتجهيزات ونفقات تشغيل، وأثمر هذا التعاون إنشاء أكثر من عشرة معاهد تخصصية في مجالات الصناعات البلاستيكية، والسيارات، والبناء والعمارة، والتشييد، والتعدين، والإلكترونيات، والمياه والطاقة. وتهدف تلك الشراكات إلى المساهمة في توفير التدريب للمواطنين السعوديين تدريباً يؤدي إلى تأهيلهم علمياً وفنياً ويضمن لهم الوظائف المناسبة علاوة على إيجاد قاعدة وطنية مؤهلة للعمل في المشاريع المشتركة من خلال آلية عمل؛ فتتولى المؤسسة إنشاء المعاهد وتجهيزها بالتجهيزات الأساسية، ويشارك القطاع الخاص بالتشغيل وذلك بتوفير المدربين الأكفاء والبرنامج التدريبي والتجهيزات التخصصية والاستفادة من دعم صندوق تنمية الموارد البشرية.
ويأتي هذا التطور في طبيعة التعاون بين المؤسسة وقطاع الأعمال تطبيقاً للتنظيم الجديد للمؤسسة الذي يمنح القطاع الخاص مساحة كبيرة في مشاريع التدريب ويعود الفضل في هذه الإنجازات - بعد توفيق الله تعالى - إلى خادم الحرمين الشريفين بالموافقة على إقرار التنظيم الجديد للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.