المحاورة فن شعبي أصيل انبثق من الحجاز في أوائل القرن الهجري المنصرم وامتد إلى أقطار الجزيرة العربية. عرف في دولة الكويت باسم (القلطة) حمل لواءه مجموعة من الأعلام الذين أصّلوا حب هذا الفن في نفوس المتذوقين وخلّدوا أسماءهم في ذاكرة محبي هذا الفن رغم انعدام المنابر الإعلامية في عصرهم ومن هؤلاء على سبيل المثال الرعيل الأول:
(ردة البريكيتي - عبادل المالكي - معيض العجي الحربي - محمد بن شريف الجبرتي - عبدالعزيز الذروي - طلق الهذلي - سليم المقطع الحربي).ومن ثم أتى من بعدهم (شليويح بن شلاح المطيري - مطلق الثبيتي - أحمد الناصر - صيّاف الحربي) رحمة الله على من انتقل إلى دار الآخرة وأمد الله الحي بالصحة والعافية. هؤلاء أعلام وأهرام كان شعرهم يقوم على أصول المحاورة ومبدئها الأساسي الذي هو الرمزية (المعنى) وكان الشاعر يجمع بين قدرتين هما (الفتل والنقض) بحيث يخصم ما يرد له من زميله ويحيك ما يراه مناسباً لهذا الموقف وهكذا، والحكم للجمهور وليس المنهزم في عرف المحاورة قديماً من لا يستطيع الرد بل المنهزم هو من يرد ولا يحتوي لمعنى الوارد له من زميله. وكانوا يناقشون الأحداث ويمتدون إلى التراث مع الاحترام لجميع المشاعر. وهكذا فبعد مرور السنين وتخلخل هؤلاء الأعلام المذكورين أعلاه تسرب الشعر إلى الشريحة المبتدئة وليس هم الذين صعدوا إلى عالمه فأسسوا أفكاراً وأسساً جديدة للمحاورة حيث كان محك المحاورة عندهم شيئين أساسيين هما (نبرة الصوت - سرعة الرد) بصرف النظر عن المادة الشعرية أخذوا يلومون الرعيل الأول ويجردون شعرهم من المبادئ الحسنة بحيث إنهم يعتبرونه قائماً على العصبية والمهاترات وما إلى ذلك فإلى الله المشتكى.. سؤالي: أين مرسى سفينة الشعر يا شعراء المحاورة؟!
ماجد بن هواش أبوعفريت
majedhawash@windowslive.com