مرة أخرى يُستعان بـ(الحذاء) لمحاولة ضرب مسؤول دولي كبير لدى زيارته لدولة أخرى.
فبعد استعمال منتظر الزيدي لفردتي حذائه ضد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش أثناء زيارته الوداعية للعراق، قام الصحفي منتظر الزيدي بقذفه بفردتي الحذاء واحدة بعد الأخرى لتوديعه على طريقته الخاصة!!
هذه المرة، ظهر الحذاء في الحرم الجامعي لجامعة كامبريدج البريطانية، وقاذف الحذاء لم يكن صحفياً، إذ كان طالباً ذا ملامح غربية يتكلم الانجليزية بلكنة غريبة، والمسؤول الذي كان هدفاً لهذا الطالب هو رئيس وزراء الصين الشعبية الذي يزور بريطانيا حالياً.. فردة الحذاء سقطت على بعد متر حسب ما نشرته الصحف أمس.. ولهذا فليس جديداً الكتابة عن الحادثة، ولا تشكل أهمية سوى تكرار استعمال الأحذية لقذف كبار المسؤولين سواء من قبل الصحفيين أو الطلبة، فيظهر أنه بعد سابقة منتظر الزيدي، أصبح الحذاء أحد الأدوات التي يستعملها المحتجون، وتضاف الطماطم والبيض الفاسد، ولكن الكتابة عن هذه الحادثة تقودنا إلى كيف تعامل الانكليز مع قاذف الحذاء، وهو ما يجعلنا نقارن تعاملهم (الحضاري) مع تعامل الأمن العراقي وفريق الحماية الأمريكي مع الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي كسر ضلعه وأصيبت إحدى عينيه ولا يزال مخفياً عن الأنظار.. وحتى الآن لم يحظَ بمحاكمة (عادلة) إن كان يستحق المحاكمة أصلاً.
في لندن، قامت الشرطة التي كانت تحرس رئيس وزراء الصيني أثناء لقائه مع الطلبة في حرم جامعة كامبريدج باقتياد الطالب الذي يبلغ من العمر 27 عاماً بلا عنف ولا ضرب كالذي تلقاه منتظر الزيدي في بغداد، وقادت الشرطة البريطانية الشاب ولم تعلن حتى عن اسمه، ثم أعلنت الناطقة باسم الشرطة المحلية (شرطة كامبريدج) بأن الطالب الذي أوقف سيقدم للمحاكمة لاتهامه بالتسبب بالإخلال بالنظام العام، وأن المحاكمة ستتم في العاشر من هذا الشهر أمام محكمة كامبريدج.
لا نزيد ولا نضيف.. فقط.. علينا أن نكتشف (الفارق الحضاري) والديمقراطي فيما حصل في بغداد.. وما حصل بعده في كامبريدج في بريطانيا.. وفي العراق الذي يعيش خمس سنوات من الديمقراطية.
jaser@al-jazirah.com.sa