قضية الشيخوخة تعتبر من القضايا الاجتماعية التي لا بد من خلال المنظور المتكامل للسياسة الاجتماعية أن تضعها في أولويات الاهتمام، وعلى رأس الخصوصية الثقافية لأية دولة، واعتبارها جزءاً أساسياً في المنظومة الوطنية الاجتماعية.
ولا تزال فئة المسنين والاهتمام بها مقصورة على الأسر في المقام الأول، وعلى دور الرعاية الاجتماعية الحكومية بعد ذلك، وهو ما يجعل قيمة الاهتمام غير اختصاصي ومحدود، إن المسن هو شباب اليوم في الغد، مثلما كان شباب الأمس في اليوم، وهذا يعني أن الحبل الاجتماعي متصل وعابر لكل فئات المجتمع متوازياً مع التقسيم الزمني الذي لا نستطيع منه فكاكاً، وليس هو بمغادرنا أبداً.
من هذا المنطلق فإن رعاية المسنين تصبح من الأهمية بحيث تفوق القائل أو الحاصل في دور الرعاية وفي المنازل الأسرية، ولا بد والحالة هذه أن يتطور مجال الرعاية لهؤلاء بحيث يتم توظيف القدرات والعلم والواجب معاً للخروج بصور أكثر شمولاً وأوفى عطاءً، ولن يكون ذلك إلا بتقديم رعاية خاصة من خلال مراكز خاصة لرعاية المسنين.
يظن البعض أن رعاية المسنين تقف عند الطعام والشراب والسكن وهذا الظن قاصر دون وعي القيمة الحقيقية للرعاية. صحيح أن كل ما سبق من الضرورات والأسس التي تقوم عليها هذه الرعاية.. لكن هناك أمور أخرى، تساويها قيمة وأهمية وهي: الجانب الصحي.. والاجتماعي.. والنفسي، بل إن الجانب النفسي يتقدم على غيره من الجوانب الأخرى.
من اللوازم والضرورات أن يتسع لدينا حقل البحث الاجتماعي وأن يتم استيفاء الجوانب اللازمة عند التفكير في إقامة مركز للمسنين، أو وضع البرامج الخاصة به.
من هنا قامت المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية بالتخطيط والتنظيم ووضع الأسس الكفيلة بتشييد مركز متطور متميز لخدمة كبارنا في هذا المجتمع الكبير.
أعجبني مثل عربي يقول: (اللي ما له كبير، ما له تأثير)!! نعم الكبير يجعل الأثر كبيراً وكبارنا هم بركتنا.. وصدر هذا الوطن الكبير.. متحد بصدر الكبار فيه.. ومن واجبنا أن نحفظ لهؤلاء قيمتهم.. ودورهم.. وأهمية العناية بهم.
الخطوة الأولى لإنشاء هذا المركز هي إيجاد الموقع الملائم والكافي لاحتواء كل المرافق الضرورية.. وهذا يعني وجود مساحة من الأرض بموقع مناسب.. وبسعر مناسب يضع أصحاب العقار في اعتبارهم أن المشروع خيري لا تجاري، وذلك يعني ألا نصطدم بالغلاء المبالغ فيه بقيمة الأرض لأن هذا الكبير الذي نريد أن نعتني به هو أبي.. وأبوك.. وأبوه.. وأبوها.. وأبوهم.. وأبونا جميعاً.. وتاليتها؟