حائل - فرحان الجارالله:
الحادثة الأخيرة التي تعرّض خلالها لاعب الطائي الشاب حمد الجهيم لحالة (بلع لسان) وأنقذت العناية الإلهية ثم التدخل السريع لرجال الإسعاف وأخصائي العلاج الطبيعي بالطائي فهمي فناش وإداري الفريق محمد الثواب, وهذا الأخير لديه خبرة جيدة في مثل هذه الحالات والتعامل معها بجرأة وكفاءة بحكم عمله كممرض في مستشفى الملك خالد، حيث تم إسعاف اللاعب على أرض الملعب خلال لحظات بإخراج لسانه بسرعة ساعد في ذلك حرص طبيب الطائي على حمل قطعة تهوية طبية خاصة (Air way) في مثل هذه الحالات.. هذه الحادثة المتكررة فتحت ملف الاحتياطات الصحية المهمة جداً في الأندية الرياضية ومرافقي الفرق الرياضية وكذا رجال الإسعاف وبصورة أكبر تجاه بعض الأدوات المساعدة والضرورية كأداة تسليك مجرى الهواء خاصة وأن هذه الأداة متوافرة في المستشفيات والصيدليات وبأسعار مناسبة جداً وبالتالي فلن تكون مكلفة على الإطلاق مقابل الحفاظ على حياة اللاعبين بعد مشيئة الله..
يقول فناش: احرص على ألا تفارقني أدواتي الطبية أثناء المباريات والتمارين تحسباً لأي طارئ كما حدث في حالة الجهيم.. والحمد لله فإرادة الله سبحانه وتعالى أنقذت حياة هذا الشاب.. لأول مرة رغم سنواتي الطويلة في هذا المجال أتعرض لمثل هذا الموقف الصعب جداً والمخيف حقيقة.. شجاعة الثواب الحقيقة كانت حاضرة ما شاء الله.. تعاونا معاً مع رجال الإسعاف لمواجهة هذا الموقف العصيب حقاً.. ونحمد الله على سلامة اللاعب حمد..
أما إداري الطائي محمد الثواب فقال عن مثل هذه الحالات: لإسعاف المصاب لا بد أن يكون لدى المسعف معرفة تامة ببعض المهارات المهمة لمواجهة الموقف بهدوء ودون عصبية ككيفية فتح ممر الهواء في المصاب فاقد الوعي وكيفية تنظيف الممر الهوائي وكيفية تشخيص توقف التنفس ثم مهارة القيام بعمليه التنفس الصناعي..
ويضيف قائلاً: من الأسباب الأكثر شيوعاً المؤدية لحدوث بلع اللسان ضربات الرأس وارتجاج الدماغ وقصور في الدورة الدموية وهبوط نسب السكر في الدم واختلال تركيز العناصر مثل البوتاسيوم والصوديوم داخل الجسم.
وفي الحالة الأخيرة التي تعرض خلالها اللاعب حمد الجهيم لحالة بلع لسانه فقد كان الارتطام قوياً جداً مما أفقده وعيه وابتلع بالتالي لسانه ولكن الحمد الله أننا استطعنا كمجموعة وبسرعة على إخراج لسانه.. فقد أكد الطبيب الذي قام بفحص اللاعب لدى وصولنا للمستشفى أن عملية إسعاف اللاعب في الملعب ساهم بعد مشيئة الله في إنقاذ حياته..
ومما سبق يبدو أن المطالبة بالتعميم على الأندية بضرورة الحرص على تكامل الأدوات الطبية المساعدة لا تقل أهمية في أي حال من الأحوال عن بقية الأمور كالإعداد البدني والفني للفرق التي تحرص عليها الأندية بشكل كبير، بل لا نبالغ إن قلنا إنه يفترض إدراج مهمة التفتيش على وجود مثل تلك الأدوات ومنها أداة تسليك مجرى الهواء ضمن مهام الحكم الرابع أو المراقب الإداري في المباريات والنادي الذي يقصر في هذا الجانب تفرض عليه عقوبات معينة..