حق على العرب الافتخار، وعلى سلالة (منتظر الزيدي) التباهي بابنهم ووضع نصب تذاكري له لا لحذائه فقط، ونحن نرى نسخا مقلّدة له هنا وهناك!!
|
- نسخة في (السويد) حيث تعرّض (السفير الإسرائيلي) لديها للرشق بالحذاء أثناء إلقاء محاضرة في جامعة ستوكهولم عن الانتخابات الإسرائيلية.
|
- وأخرى في (تركيا) عندما أقدم مواطن تركي على رشق (وزير التربية والتعليم) حسين تشيلك بالحذاء حينما كان يلقي خطاباً.
|
- وثالثة في (بريطانيا) بعد أن ألقى أحد المتظاهرين بحذاء على (رئيس الوزراء الصيني) وين جياباو أثناء إلقاء كلمة في جامعة كامبريدج.
|
ثلاث أحذية أوروبية (حذت) (حذو) (حذاء) عربي في عملية التراشق!! فهل الوضع صحي إذا ما استمرت عملية التراشق بالأحذية!!؟
|
علماً بأن سلوك التأديب بالحذاء ليس جديداً علينا!! حداثته في التعامل بالحذاء مع رموز سياسية وتعليمية مهمة!! حيث بتنا نخشى أن يمتد التراشق إلى أبعد من ذلك!! ولكم تخيل قصدي من عبارة (أبعد من ذلك)!
|
الكاتبة (سوسن الأبطح) كان لها موقف منطقي من تصرف (منتظر) حيث كتبت تقول:
|
(والنكتة التي ذكرتها (نيويورك تايمز) ذات دلالة عالية، إذ اقترح أحدهم بعد أن سمع بنبأ الخليجي الذي يريد أن يشتري حذاء منتظر بعشرة ملايين دولار، أن تحل أزمة الائتمان بوضع بوش على منصة، وأن يرشق بأحذية تباع في مزاد علني. والنكات الشعبية تكون أكثر دلالة من الخطابات السياسية بكثير عند من يعرفون قراءتها وفهم مدلولاتها.
|
وفي أي حال، فأن يُحدث استخدام الحذاء بدل المتفجرات للتعبير عن الغضب في وجه بوش، كل هذا الدوي والأثر، لهو دلالة على أن المزاج العام بات ميالاً للحوار، إذ إن للحذاء لغته ورمزيته، وهذا ما ثبت بتجربة حذاء منتظر. فالاقتتال بالأحذية أقل أذى ألف مرة من التراشق بالديناميت، وهذا لا يحتاج لخمسة عشر عاماً من القتل اليومي، لإثبات صحته، وهي المدة التي احتاجتها أمريكا للتأكد أن هنتنغتون كان مهرطقاً من الطراز الأول).
|
فلغة الحذاء ورمزيته أعمق أثراً وأبعد من الألم والنتيجة الجسدية التي قد يتوهمها البعض، وإلا لما ارتكب الفعل نفسه في تركيا وبريطانيا والسويد!! فهل نتوقع تخصيص يوم عالمي للحذاء؟ أو تؤلف كتب وتدار الندوات في قضية (سلوك الحذاء وكيفية التعاطي معه)؟!
|
الفعل الذي أقدم عليه (منتظر)، والنهج الذي سلكه من قلدوه لن يمر هكذا بسهولة!!
|
القضية أبعد من الافتخار ببسالة عربي أو كتابة القصائد وتلحين الكلمات وغنائها، وإن أعجبت بقصيدة الدكتور(أحمد بن عثمان التويجري):
|
اخلع حِذاءَكَ أيّهَا البَطَلُ |
واقذِفهُ كَيْمَا يَرتَعِدْ هُبَلُ |
واشتُمْهُ واشتُمْ كُلَّ عُصْبَتِهِ |
خَابَ الشقيُّ وجُندُهُ الهَمَلُ |
واجْعلهُ يعلمْ أنّ أمَّتَنَا |
لا تَستَكِينُ وهامُهَا زُحَلُ |
اخلع حِذاءَكَ فَهْوَ مُلتَهِبٌ |
يا لِلتَّمَرُّدِ فيهِ يَشتَعِلُ |
واصْفَعْ زَنِيماً فَوْقَ هَامَتِهِ |
واجعلْهُ كالجُرذَانِ يَنخَذِلُ |
واقذِفْ جَميعَ الخائنينَ به |
مّنْ لِلدَّنيَّةِ عِرضَهَمْ بَذَلُوا |
لا أقول إني مع موقف التويجري من فدائية الحذاء في وجود أطفال أو أبطال الحجارة.. بيد أني أرى أن القضية أعمق وأوسع أبعادا من حذاء يتراشق به.. وإلا لما رأينا دولا أخرى انتهج مواطنوها الفعل ذاته.
|
ص.ب 10919 - الدمام 31443 |
|