أغلب المواضيع - إن لم يكن جميعها - التي شغلت الحملات الانتخابية الإسرائيلية في الأسابيع الماضية كانت حول مسائل عسكرية وأمنية.
وهذا يعني أن الهاجس الأمني هو الطاغي على العقلية الإسرائيلية الناخبة والمنتخبة؛ فالمجتمع الإسرائيلي مجتمع (متعسكر) وذو طابع عنيف وهجومي.
وخطابات المرشحين أثناء الحملات الانتخابية كانت عبارة عن مزايدات فيما بينهم أيهم أشد تطرفاً ضد الفلسطينيين، وكانت عباراتهم مشحونة بالكراهية ضد العرب والفلسطينيين.
وصباح اليوم قد تظهر النتائج الرسمية للانتخابات التي جرت أمس، ودعي لها أكثر من 5 ملايين ناخب. ومن المتوقع أن تكون الحكومة الإسرائيلية المقبلة أكثر تطرفاً من سابقتها، مما يجعل الفلسطينيين عرضة لهجوم عسكري إسرائيلي جديد!.
ومما يشير إلى أن التطرف ورقة رابحة في الانتخابات الإسرائيلية هو حصول المتطرف أفيغدور ليبرمان على مواقع متقدمة في الاستطلاعات الانتخابية والتي إن صحت فإن حزبه (إسرائيل بيتنا) سيحتل المرتبة الثالثة من حيث القوة السياسية في البلاد مع 19 مقعداً مقابل 11 حالياً في مجلس النواب (الكنيست) المؤلف من 120 مقعداً.
ومعروف أن ليبرمان يرفض التفاوض مع الفلسطينيين، ويدعو إلى طرد العرب الإسرائيليين من أجل جعل إسرائيل دولة متجانسة على حد قوله، ويدعو إلى إعدام النواب العرب الذين يجرون اتصالات مع حركة حماس، كما يقترح ضرب قطاع غزة بالقنابل النووية!.
وفي مقابل هذا التطرف اليهودي والتوجه نحو مزيد من المصادمات مع الفلسطينيين فإنه ليس أمام الفلسطينيين وخصوصاً حركتي فتح وحماس سوى توحيد الصفوف، وحل الإشكالات بينهم، وإلا فإنهم سيكونون لقمة سائغة في فم الوحش الإسرائيلي، بغض النظر عمن سيرأس الحكومة الإسرائيلية المقبلة، لأنه وإن اختلفت الوجوه فإن القلوب اتفقت على كراهية كل ما هو عربي وفلسطيني على مستوى المرشحين اليهود وناخبيهم.
***