الرياض - منيرة المشخص
قالت الدكتورة أمة الرزاق علي حمد وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل باليمن أن المسؤولية الاجتماعية ليست وليده الساعة ولها تأصيل كبير في تاريخنا الإسلامي وأكدت أن مبدأ التكافل الاجتماعي يقوم على الشراكة. وأشادت أمة الرزق خلال حضورها لملتقى المسؤولية الاجتماعية الذي استضافته الرياض مؤخراً بالآراء والأفكار التي تم طرحها خلال جلسات العمل من قبل الأكاديميين والمختصين وأكدت أن تنمية أي مجتمع تعد مسؤولية شراكة بين المجتمعات والحكومات وشددت على أهمية أن يخرج الملتقى بتوصيات تنفذ على أرض الواقع لا أن توضع فقط في الأدراج وأن يكون هناك لجان متابعة وأن تفعل كل حسب المسؤولية المحددة له.
وأوضحت الدكتورة أمة الرزاق أن هذا الموضوع يجب أن يوضع على أجندة اجتماعات وزراء الشؤون الاجتماعية على مستوى دول مجلس التعاون وكذلك على أجندة وزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذي يعقد في الجامعة العربية كل عام.
وذكرت الدكتورة أمة الرزق أن لديهم في اليمن ندوة خاصة بالمسؤولية الاجتماعية سيقيمها القطاع الخاص وسيشارك فيها عدد من الجهات الحكومية.
الإعلام ودور المرأة الاجتماعي
وامتدحت الوزيرة اليمنية الدور الهام والإيجابي الذي تلعبه المرأة العربية عامة واليمنية خاصة في مجال العمل الاجتماعي على الرغم من أن الإعلام لم يسلط الضوء على هذا الموضوع بالشكل المنتظر. وبينت أن المرأة الخليجية لها دور مؤثر وقوي ليس على مستوى الجمعيات الخيرية فقط بل على المستوى الوزاري حيث هناك ثلاث وزيرات يرأسن وزارات العمل والشؤون الاجتماعية في الإمارات وعمان والبحرين واليمن وقالت إن دور المرأة السعودية وإن كان لا يظهر بشكل واضح نظرا للخصوصية التي يتسم بها المجتمع السعودي ولكن لها حضورها الكبير حيث قالت إنها التقت مع السيدات السعوديات في مجال المسؤولية الاجتماعية.
دعوة نسائية لتفعيل المسؤولية الاجتماعية
من جانب آخر طالب عدد من السيدات تفعيل دور القطاع الخاص في موضوع المسؤولية الاجتماعية حيث شددت الدكتورة نائلة عطار مديرة مكتب (استشارية) للاستشارات الإدارية والاقتصادية والتي كانت قد شاركت في الملتقى بورشة عمل عن أهمية دور القطاع قائلة: بلا شك أن دور القاطع الخاص في الجانب الاجتماعي هام جداً فمثلا ذكر لي القائمون على بعض المنشآت الخاصة التي لديها اهتمام بالمسؤولية الاجتماعية بأنهم قد لاحظوا أنهم إذا قاموا بتنفيذ أي برنامج في أي مدينة صغيرة سيزيد ذلك من دخل المنشأة وكذلك المستفيدين من تلك البرامج الأمر الذي ضاعف عزيمتهم لتطوير وتحسين نوعية الخدمات الاجتماعية التي يقدمونها. وأضافت الدكتورة عطار: بالنسبة للمسؤولية الاجتماعية المتعلقة بالجانب الحكومي فإن الرسوم التي تقدمها الشركات لها فإنها تحقق معيار المسؤولية الاجتماعية, وأردفت: هناك أمر في غاية الأهمية حول مسؤولية الشركات تجاه المساهمين والملاك فمن حق هؤلاء الملاك والمساهمين أن يكون لديهم علم عن موضوع تحقيق الأرباح وإدارة أصول الشركة باحترافية وشفافية الأمر الذي ينعكس على تفعيل دورها تجاه برامج المجتمع, فلو أن كل شركة طبقت هذه المعايير لتحققت الكثير من الإيجابيات حول قضية المسؤولية الاجتماعية.
المسؤولية الاجتماعية تبدأ من البيت
من جانبها قالت يسرى طاهر هوساوي أخصائية اجتماعية في مستشفى الصحة النفسي بجدة إن تفعيل أهمية المسؤولية الاجتماعية مهمة مشتركة بين جميع القطاعات وأضافت أن الأمر يحتاج إلى المزيد من التوعية فيما يتعلق بهذه البرامج، وأردفت: الأمر يبدأ من البيت ومن ثم ينتقل الأمر إلى بقية المجتمع بمختلف فئاته ومؤسساته المختلفة لتوضيح مدى حاجتنا إلى وجود مثل تلك الشراكة الهامة والفعالة.
وقالت فتحية العبيد من مكتب الإشراف الاجتماعي بالمنطقة الشرقية: يعد ملتقى المسؤولية الاجتماعية الذي أقيم مؤخراً خير دافع لإحداث تحول في برامج المسؤولية الاجتماعية وحيث يعد هذا الملتقى من أبرز وأفضل ما قامت به الوزارة
مطالبة رجال الأعمال بالتفاعل
من جانبها قالت نعيمة القاضي عضو مجلس جمعية الوفاء الخيرية: أرى من الأهمية بمكان أن يكون هناك تواصل وشراكة بين القطاعات بمختلف أنواعها, فللأسف الشديد هناك قصور واضح في عدم الوعي بفائدة المسؤولية الاجتماعية.. وترى القاضي أن زرع بذرة التعرف على أهمية ذلك تبدأ من الأسرة ومن ثم ينتقل ذلك إلى بقية أفراد المجتمع.
الجوهرة بن طالب وهي موظفة ومهتمة ببرامج المسؤولية الاجتماعية قالت: لا نرى هناك دعم من قبل القطاع الخاص لبرامج خدمة المجتمع وعلى وجه التحديد التاجر وقالت: للأسف الشديد التاجر يطالب الحكومة أن تقوم بكل شيء ودورة يقتصر على الحصول على المال وأرى أن التكاتف ليس المال فقط بل الآراء والأفكار والتوسع في مجال المشاريع المتميزة التي تخدم المجتمع.