هنا عادات سيئة.. نعم.. يجب أن نقول سيئة.. لأنها.. هي بالفعل كذلك.. بل و(قَطْعَةْ وجه) كما يقول العوام.
** لا نملك.. إلا أن نقول.. إنها غير مقبولة حتى لو انتشرت واستشرت في أكثر من مكان.
** لقد شاهدت هذه العادات بنفسي أكثر من مرة.. ورواها لي الكثير.
** أعطيكم مثالاً بسيطاً.. أو ربما هو مهم لمثل هذه العادات غير المقبولة.
** عندما يقام أي احتفال أو تقام أي مناسبة لابد أن يكون لها راع.. سواء كان راعي الحفل أو راعي المناسبة أو المهرجان.. ولا شك أن المناسبة سيكون لها ضيوف ومدعوون وحضور وراعي الحفل نفسه أو (المعزوم) سيكون معه مرافقون وسيكون برفقته آخرون.. جاؤوا معه.. حتى لو كانت المناسبة في نفس البلد الذي يقيم فيه راعي الحفل.. غير أن الملاحظ.. أن الحضور من الناس.. سواء كانوا من أهل المدينة أو القرية.. أو حتى مجرد حضور .. متطفلون.. تجدهم يملؤون المكان ويملؤون الكراسي.. ويحتلون الصف الأول ولا يُبقون إلا كرسي المسؤول أو راعي الحفل فقط لا غير.. بل إنك تلاحظ وأنت تراقب الوضع أن هناك أشخاصاً يحاولون الجلوس على كرسي هذا الراعي.. ثم يسارع المنظمون إلى إبعادهم وإفاهمهم أن هذا كرسي الضيف أو راعي الحفل.. بل إن بعضهم لا يقوم إلا بعد جدل.. أو يقوم وهو متضايق أو لا يقوم.. إلا بعد أن يؤمِّنون له كرسياً بديلاً.. بل إنك تشاهد بعض الحضور يقف أمام المنظمين ويرفض الجلوس في المكان المخصص لمثله.. بحجة أن هذا ليس مكانه ويظل واقفاً محتجاً على هذا المكان وباحثاً عن مكان قريب من الضيف أو بجواره.. وتشاهد بنفسك كيف أن هؤلاء يصرُّون على كراسي المقدمة وبجوار الضيف أو المسؤول.. حتى لو لزم الأمر شيئاً من التعارك والخلاف.. بل إن بعضهم يرجع ويعود (زعلان) لأن المكان المخصص له لا يليق به أبداً على الإطلاق لأن مكانه في المنصة!!
** تجد الحضور وقد احتلوا كل الصف الأول بكامله واحتلوا كل الكراسي حتى إذا حضر الضيف أو راعي الحفل أو (المعزوم) ومعه مرافقوه.. ظل مرافقوه واقفين لبعض الوقت (يتلفَّتُون) يميناً وشمالاً لأنه لا مكان لهم.. لأن أصحاب السعادة الجلوس وهم (أهل الدار) و(أهل الحفل) و(أهل الديرة). و(أهل العزيمة) (وهم المضيفين) رابضون على الكراسي كلها.. حتى كراسي المقدمة كلها قد احتلت ولا مكان لضيف أو غيره.. وكل الجالسين ليس عندهم أدنى درجة استعداد للتخلي عن مكانهم لأي ضيف مهما كان.. بل عندما يحصر الضيوف أو يحضر المسؤول ومعه مرافقوه (اللِّي تفشَّل معهم) تجد أولئك الحضور وهم أهل المكان ينظرون إلى الأرض!! لأن كل واحد منهم متمسك بمكانه ومتمسك بكرسيه وغير مستعد للتنازل عنه مهما كانت النتائج حتى لو جلس الضيف ومعه مرافقوه في (صاير) الباب.
** وهكذا عندما يتم استدعاء الضيوف لحفل العشاء أو الغداء.. يتسابق الموجودون إلى سفرة الطعام ويحتلون كل الأماكن.. ويتصدرون المجلس ويبقى الضيوف والمرافقون للضيف في آخر المجلس.. فأهل المكان وأهل العزيمة وأهل الديرة على المفاطيح (مْفَسْرين عن سواعدهم) والضيوف على تبسي (يَدْ وْرِجِل) أو ربما لا يجد مكاناً البتة.. بمعنى أنه يعود حيث أتى.. فلا مكان له على السفرة.. بينما.. هو الضيف وهو المدعو.. والذين احتلوا رأس المجلس وسفرة المفاطيح.. هم المضيِّفون والداعون.. وهم أهل الديرة.
** بل إنك تشاهد بعض هؤلاء الذين تحلَّقوا حول المفاطيح وهو يأكل بينهم وكأنه يرى الطعام لأول مرة أو كأنه جائع منذ شهر ولم يأكل من قبل.. تجده يبلع بلعاً وبشكل سريع ومؤذ وغير مقبول.
** بل متى دُعي الضيف إلى العشاء أو الى الغداء أو إلى سفرة الطعام تشاهد بعضهم يركض إلى سفرة الطعام ركضاً.. أو ربما تشاهد بعضهم يتدافعون بشكل مزر.. بل ربما سقط بعضهم وهو في الطريق من شدة الزحام والركض والتدافع في طريقهم إلى السفرة.
** ينطلقون إلى السفرة بشكل مخجل يركضون.. ويتدافعون.. وتسمع (زَحِيْرَهُم وَزَفِيْرَهُم) وهم منطلقون إلى سفرة الطعام.. ثم يتدافعون حول الصحون تدافعاً آخر.. وتشاهد تعاركاً وزحاماً.. وبعضهم (يَنْحَف) هذا.. والآخر يدفع هذا بل ربما أصيب بعضهم إصابات من كوع أو ركلة أو دفعة قوية وكأنهم يشاهدون الطعام لأول مرة!!
** مشاهد مؤذية للغاية ومشاهد مخجلة ومزعجة ولكن لا حل لها، بل لا أمل في إيجاد حل لها لأن هذه.. هي عقلية البعض وهكذا يفكرون ومن شبَّ على شيء شاب عليه..
** (يا كبرها.. يا شينها.. يا هي فشيلة) ولكن (وش نقول؟! ها ذُولا رْبَيْعنا.. يكبرون ويزيدون جهل)!!.