س1- رغم محاولة العثمانيين الجادة طوال أربعة قرون في تتريك الثقافة العربية وصولاً لطمس الهوية العربية إلا أنهم فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً.. وكان السؤال هو: لماذا فشل العثمانيون على الرغم من أن المجتمعات العربية كانت في أدنى مستوياتها المعيشية..؟ كما أن المستوى الفكري والثقافي الذي كان يعيشه العرب آنذاك كان في أضعف مراحله ولم تكن هناك مقاومة تذكر ولا مقاومون.. هل لأن الثقافة التركية هي بذاتها ثقافة ضعيفة قاصرة أرادت أن تحتوي وتغلف لغة كبيرة ومتينة فكان من الصعب على ذلك الغلاف الرقيق الضعيف أن يحكم السيطرة وأن يقاوم التمزق..؟ أم أن السبب هو القرآن معجزة الله في أرضه.. أم هو شيء آخر..؟ كل التبريرات التي أوردها المتكلمون في هذا الموضوع -العالمون منهم والمدعون- طرقوا كل السبل وأوردوا كل المبررات.. لكن مبرر وجود الإنسان العربي وكينونته وقدرته على الدفاع أو مناعته من الاختراق لم تكن من تلك المبررات.. وهذا يدل على اتفاق عام على أن الفرد العربي منذ أن هجاه جدنا الكبير المتنبي فرد هامشي قلبه السياسيون والدينيون والتجار على وجهه وقفاه.. وهو لا يسأل: لماذا تقلبونني.. بل يسأل: كيف تريدونني أن أنقلب..؟ إذاً وبإجماع قل نظيره اسْتُبْعد الإنسان العربي من إجابة السؤال الكبير: لماذا لم تنحط لغة العرب رغم انحطاط ثقافتهم؟.
س2- كيف نفهم التكيف..؟ هل التكيف هو التغير والتبدل..؟ هل التكيف هو الخضوع أمام قوة أكبر..؟ أم القبول نتيجة قناعة ورغبة..؟ وهل هناك تكيف سلبي وآخر إيجابي..؟ وهل التكيف نوع من التجديد والتحديث وتجاوز المفاهيم الخاطئة والآليات القديمة أم نوع من التنازل والاستلاب؟.
س3- هل الهوية هي التاريخ والعودة إلى الأصول والجذور والتمسك بها.. أم هي اليقظة والاستفاقة والصعود والنهوض والاستقلال والتقدم والمدنية والحضارة؟.
س4- حينما يبالغ الفقيه أو المفكر أو المثقف في الدفاع عن فقهه أو فكره أو ثقافته وكأنها شأن مقدس أليس بذلك يحطم المقدس الفعلي من نص أو فكر أو ثقافة؟.