في هذا الوطن الغالي يحسدنا الجميع على ما نحن فيه من الخير، خير يتمثل في أننا نتمسك بدين قويم كامل واضح وضوح الشمس، إنه دين العدل والرحمة والوسطية، دين الإسلام نزل به الروح الأمين عليه السلام على قلب محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين.
خير يتمثل في اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته الميامين أفضل خلق الله أجمعين وسيرة سلفنا الصالح رحمهم الله ممن حملوا مشعل الدعوة إلى أصقاع الدنيا، خير يتمثل في أننا نسمع ونطيع ولاة أمرنا - وفقهم الله- وقد بايعناهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في المنشط والمكره يصلون كما نصلي ويصومون ويحجون كما نصوم ونحج، يحبون الخير ويحضون عليه ونحن كذلك، نحن وهم كالحلقة المفرغة نسعد بهم ويسعد بهم الوطن العزيز المملكة العربية السعودية، قادة تميزوا عن سواهم من القادة والزعماء بصفات لا توجد في سواهم، لذلك سادوا فأحببناهم، وكنا وهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.. خير تمثل في أننا جميعاً وقادتنا جماعة واحدة وفي صف واحد يسعون لراحتنا ويسهرون لننام هكذا شاء الله.
خير يتمثل في إن غاب فينا سيّد حل مكانه سيد يسير وفق من سبقه أولئك كلهم أنجبهم ذلك المؤسس الفذ والبطل الصنديد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته- ووضع لمن بعده أسساً ثابتة ومنهجاً قويماً سار عليه من بعده أبناؤه ورسم لهم خطة واضحة لقيادة الأمة فكانوا كما أراد غفر الله له.
إننا نعيش في خير بل خيرات كثيرة وعظيمة، قيادة حانية رحيمة بأبنائها تتلمس دائماً وأبداً كل ما يحقق للمواطن التقدم والازدهار لبذل قصارى جهدها ليكون الوطن العزيز نموذجاً فريداً في كل ما يجعله في مصاف الدول المتقدمة، وحتى يأخذ مكانه المناسب واللائق به قبلة المسلمين أينما كانوا وقد تميّز بذلك والحمد لله.
قيادة تحرص كل الحرص على التجديد والتطوير ليكون الوطن عالمياً بما تعنيه الكلمة من معنى مع المحافظة على الثوابت الأساسية التي يعتز بها الوطن والمواطن، تلك من ديننا الحنيف وقيمنا الأصيلة. وهاهو خادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- يصدر ثلاثين مرسوماً بتعيين وتجديد في كثير من المرافق الخدمية بالمملكة، رغبة منه حفظه الله في عطاء أفضل وشمول الخدمات التي يؤديها ذلك المرفق بصورة تتفق والرغبة السامية للقيادة التي تحرص على ذلك من خلال تجديد في الكفاءات المشرفة على ذلك المرفق.
إن تلك الأوامر التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين لتبرهن بشكل واضح على رغبة وحرص القيادة على التجديد والتطوير والإصلاح الذي وعد به خادم الحرمين الشريفين -سدد الله خطاه- أبناء شعبه الذي يحبه ويكن له التقدير والاحترام، وها هو وفقه الله يفي بوعده ويختار عدداً من الكفاءات الوطنية ممن أنجبهم الوطن ليقوموا بإدارة عدد من المرافق التي لها مساس في خدمة المواطن ولم ينس -رعاه الله- المرأة في هذا الوطن حيث أمر بتعيين كفاءة شابة مؤهلة لتتولى الإشراف على أداء وعطاء بنات جنسها، حيث أدرك حفظه الله بحكمته وحنكته أن المرأة التي هي شقيقة الرجل ليس هناك مانع من مشاركتها في تحمل نصيبها من المساهمة في نهضة الوطن وفق خصوصية تتمتع بها وفق تعليمات الدين الحنيف، فهنيئاً لك أخت المواطنة على هذه الرعاية والعناية التي تحظين بها من قبل القيادة الرشيدة في وطن العزة والكرامة والشموخ والعطاء (المملكة العربية السعودية) وأبشري فالخير قادم فكوني وفية لأغلى وطن.
إن الواجب علينا أبناء هذا الوطن كلٌّ في مجاله أن نعطي من أنفسنا ونبذل قصارى جهودنا ونضع يدنا بكل صدق وإخلاص في يد ولاة أمرنا ونشمر عن ساعد الجد والاجتهاد، ونتفانى (رجالاً ونساء) في خدمة الوطن وتطويره والمساهمة في نهضته قد استطاعتنا.
كيف ووطننا أعطانا الكثير وطلب منا القليل، فلا نبخل عليه بشيء فله حق علينا يجب علينا أن نفي بذلك، والله أسأل أن يمد ولاة أمرنا بتوفيقه ويسدد إلى الخير خطاهم ويأخذ بيدهم نحو الصواب دائماً وأبداً.
سلمت أبا متعب لوطن يحبك وشعب يودك.. اللهم آمين.
* مدير المعهد العلمي في محافظة الرس جامعة الإمام