في زحمة السياسة والاقتصاد وما يعانيه العالم في هذين الحقلين من أزمات قد ينسى المجتمع الدولي أو يتناسى كوارث خطيرة تعاني منها البشرية. ويخشى أن تؤثر الأزمة المالية العالمية سلبا في حل هذه الكوارث مما يجعلها تتفاقم، وخصوصا في ظل ما شهده العالم في الفترة الماضية من ارتفاع في أسعار السلع. ومن هذه الكوارث الإنسانية الجوع وسوء التغذية.

فبحسب تقرير سابق لمنظمة الاغذية والزراعة (فاو) فإن ما يقارب المليار شخص يعانون من سوء التغذية. وفي العام الماضي وحده انضم نحو 40 مليون جائع إلى القائمة!.

والمشكلة أن دول العالم تدرك خطورة هذه المسألة، كما تعهدت بحلها، أو المساهمة في حلها ومع ذلك فإن الكارثة تتفاقم عاما بعد عام. ففي عام 1996م تعهدت الدول خلال القمة العالمية للاغذية بخفض عدد الجياع إلى النصف بحلول 2015، ولكن مدير منظمة (فاو) قال إن هذا الوعد قد لا يتحقق قبل 2150!.



ومشكلة الجوع لا تقف عند الحدود الصحية فقط، ولكن تتعداها إلى مشكلات أخرى تتعلق بالاستقرار العالمي. فالجوع تسبب في احداث اضطرابات أمنية في أكثر من عشرين دولة خلال السنوات القليلة الماضية.

ومن أجل حل هذه المشكلة الخطيرة يجب على الدول أن تستثمر أكثر في الزراعة من أجل تحقيق إنتاجية أكبر، خصوصا أن العالم يزداد كثافة سكانية، ويتطلب المزيد من الإنتاجية الزراعية لمواجهة هذه الزيادة. ووفقا للخبراء في هذا المجال فإن الدول الفقيرة على سبيل المثال بحاجة إلى استثمارات بقيمة 30 مليار دولار سنوياً لتطوير الزراعة من أجل مواجهة هذه الكارثة، وبالطبع فإن هذه الدول لن تستطيع وحدها أن تقوم بهذه الاستثمارات، فلابد من تقديم المساعدات الدولية لها وإلا فإن العالم سيستقبل مزيدا من الجياع.. ومزيدا من الاضطرابات!.

***