وردتني أقوال متعددة في بيان الأصل اللغوي لمعنى الصلاة.. بعد مقالة كتبتها عن الصلاة تاريخاً ومعنى.. ومن ذلك:
1- أنها من الصِّلاء.. وهي النار، ومعنى صلَّى بالتضعيف: أزال عن نفسه بهذه العبادة الصِّلاء أي: النار.. مثل قولهم مرّضَ بالتضعيف: أي أزال المرض.. وهو من مأخذ الأول باختلاف في التخريج.
2- أنها من الدعاء.. من قول شاعرهم: عليك مثل الذي صليت.. أي دعوت.. وفي الصلاة المفروضة دعاء فسميت ببعض أجزائها.. وهو قول كثير من أهل اللغة.
3- أنها من التعظيم كقولهم في التشهد: (الصلوات لله).. أي الأدعية التي يراد بها التعظيم.. فسميت الصلاة بذلك لما فيها من تعظيم الله وتقديسه.
4- أنها من الصلا: وهو ما بين يمين الذَّنَبِ وشماله في الحيوان.. وأول موصل الفخذين من الإنسان، وهما يتحركان عند الانحناء والقيام في الصلاة.
5- أنها من الصِلا: وهو وسط الظهر من الإنسان ومن كل ذي أربع.. لأن الإنسان يبسط صَلاهُ عند الصلاة.. وهو مثل سابقه في التخريج.
6- والفعل صلّى مضعفاً (أي بالتشديد).. والصلاة اسم يوضع موضع المصدر.. تقول: صليت صلاة ولا تقل: تصلية التي هي مصدر المُضَعَّف.. واسم الفاعل مُصَلٍّ، واسم المكان مُصَلَّى.. ووردت الصلاة في القرآن بمعنى العبادة المفروضة.. {مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ} هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} بمعنى ما يتصل بالدعاء من الرحمة.. {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} بمعنى الدعاء.
7- وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} فالصلاة من الله الرحمة.. والصلاة ومن الملائكة الاستغفار.. والصلاة من العبد الدعاء.. وقالوا: الصلاة بين العبد وربه.. والصلاة في معنى الدعاء أو ما يتصل به من الرحمة أو التعظيم والتقديس.
الخلاصة: في كتب اللغة متسع غير ما ذُكِر والأمر يحتاج إلى مزيد من البحث لمن أراد.