وقفتان عن الموضوع:
يثير هذا الموضوع اهتمام الكثيرين، وبدا التفاعل معه مغرياً ليس فقط من جانب القراء الأعزاء الذين هم في الأساس عناصر فاعلة في المجتمع من مداراتهم الخاصة في بيوتهم، إلى منطلق أدوارهم في الفضاء الإنساني، بل من حيث ينطلق صوت الشبيبة ذوي الشأن، إذ حتى الآن اشترك في الإفضاء جملة منهم لذا سأضيف لعبدالعزيز أول المحاورين، عمّار، ومن ثم سأتيح لهم أن يقولوا ما يشاؤون. ثمة ما أود الإلماح إليه لمن هو معنا هنا من المتابعين بوعي وتجرد، الذين يجعلون من الأفكار سلمة للأبواب، ويدركون تماماً أن هدف الكتابة أسمى من اصطياد مثالب الأمهات أو الآباء، لكن العاقل الحكيم من يتمثل قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث جاء: (رحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي). وما أحوج الإنسان الذي أرسلت له الرسل, وأنزلت لهديه الكتب، واحتاج لرفيق صالح يدله على ضعفه, ويعينه على تصويب مساره، فما أحوجه إلى هذا الرفيق، وما بال إن كان هذا هو الابن الواعي، والشاب الناشئ في أسرة علمته ورافقته وحدبت عليه وعنيت بتركيبته النفسية بمثل ما فعلت وهي تبني تركيبته الجسمية والعقلية..؟ إذن هناك من يعمل، كما هناك من يتغاضى، بمثل ما هناك من يجهل، أو من يهمل ويتقاعس عن دوره، فنحن هنا نغرف من نهر هؤلاء الأبناء لنصب في روافد المسؤولين جميعهم، ولا شيء منا إلا أن نتيح الفرصة لمن يعي بأن الجيل مسؤولية ليست على أرض الدنيا وفي واجهة شمسها فقط، بل هم الشهود يوم الجمع الأكبر حين لا عمل غير كشف الأوراق والشهادة على النفس بما حصدت..
*** ثمة وقفة أخرى تخص الأعزاء من المتفاعلين بوعي، من يذيلون تعقيباتهم يومياً بالموضوع، ومن يرسلون تعليقاتهم على البريد أو الفاكس، ومن يهاتفونني يناقشون ويضيفون، أود أن أشكرهم، وأشير إلى أنني بعد تسجيل جميع ما تحمله إفضاءات الشباب، سأعود لجمع وتصنيف الأفكار ومن ثم نقاشنا سيتم على قراطيس مشرعة صفحاتها هنا، فالرأي لكم ومنكم، والامتنان الكبير مني للجميع لهذا التكاتف الفاعل.. ففيه ما حفز الشباب، وعفا ألسنتهم من ربكة التردد.
*** نواصل ما قال عبدالعزيز: (لا تندهشي سيدتي الوالدة مما أقول، فربما تتساءلين كيف أحدثك بمرارة عن حال جيلي بينما أثني على تنشئتي ودور والدي، لكن لا تفعلي لأنني أتكلم معك بصراحة, فالوالدان مهما قدما فهما يؤثران في سلوكنا وبنائنا النفسي, ولحد ما في خبراتنا المعرفية لكنهما لا يمكن أن يقوما بأدوار كل مؤسسات المجتمع المسؤولة عنا. بالأمس خالتي فرحنا ببعض مؤشرات التغيير الوزاري ليس لأن لنا علاقة، فلا من سبق ولا من لحق سيكون لنا علاقة مباشرة بهم كأفراد، لكننا نتوسم أن تتفاعل وزارة الثقافة والإعلام في أدوارها مع حاجات هذا الجيل وتعي أن جميع مخرجاتها لها مساس بنا، ومساس تأثيري مهم، كذلك وزارة التربية والتعليم.., أعرف أنني أتعبتك كثيراً، وأطلت عليك لكن عمار سيهاتفك وسيبدأ معك، واسمحي لي سأعود بعد آخر اختبار)... أكدت له انتظاري وترحيبي..
(سنواصل)
* تنويه: نشرنا في عدد أمس سهواً الحلقة السادسة قبل الحلقة الخامسة، لهذا لزم التنويه.