لا فرق بين من يطلق عليه وصف حمائم.. أو وصف نسور جارحة.. بين يسار ويمين.. ووسط.. تجربة ستين عاماً من غرسهم حربة في خاصرة فلسطين أكدت أنهم همجيون دميون مصاصو دماء.. يختلفون في أسلوب القتل.. ويتفقون في غاية القتل ومحصلته..
حزب العمل كان الأكثر وحشية عبر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بيرز له ملمس الأفعى وله سمها القاتل.. ومثل بيريس وباراك بصماتهم دامية في جنوب لبنان وصبرا وشاتيلا وقطاع غزة، كما لم يسبق أن جاءت الهمجية في تاريخ الحروب وأيضا حزب كاديما الوسطى،كما يُصنف كان الشريك الفاعل القاتل في محرقة غزة أخيرا..
ويأتي اليمين لليكودي بزعامة نتنياهو.. واليمين المتشدد (إسرائيل بيتنا) بزعامة ليبرمان الروسي الأصل الذي قفز إلى الصفوف الأول في انتخابات الكنيسة الأخيرة كي يشكل حكومة المستقبل المرعب بكل ما تعنيه من تطرف وكراهية وأطماع.. وابتلاع لما تبقى من أرض فلسطين عام 67.. وما قبل عام 1948م.
إن صورة (مروعة) لمؤشرات ما ينتظرنا على خريطة المستقبل أمكن رسمها من خلال ما كتبته الصحيفة الروسية داريا إسلاموفا وهي تتابع ما شاهدته حيا على أرض الواقع في مستعمرة (سديروت) التي يقطنها يهود روس ينتمون إلى الحزب اليميني الأشد تطرفا (إسرائيل بيتنا) كان شيئا مروعا له دلالاته وما تحمل في طياتها من أبعاد يصعب تصورها.. ماذا قالت المراسلة؟!
التقيت في سديروت بإسرائيلية اسمها (مونيكا صهيون) تحدثت إليها قالت وهي لا تكاد تصدق المشهد من حولها: لا أعرف ماذا حدث للسكان من أصل روسي أتصور جميعا أنهم مصابون بالخبول.. بأشنع وأبشع صفاته أقصد بذلك جنون الكراهية وجنون الرغبة في الانتقام..
طوال الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ولمدة اثنين وعشرين يوما كان السكان يرفعون الأعلام يصفقون ويضغطون على كلاكسات سياراتهم، وينفخون في مزاميرهم ويرقصون في الشوارع ويوزعون الورود.. تشجيعا للجيش على تدمير قطاع غزة وقتل أكبر عدد من سكانه المدنيين الفلسطينيين الأبرياء.
الأغرب من ذلك أن بعضا منهم كان يمضي الساعات واقفا عند منطقة عالية يرى منها بوضوح معالم قطاع غزة عن بُعد وهي تحترق، كانوا يصفقون فرحا وسعادة مع كل طن من المتفجرات يسقط على المنازل ليحصد أرواح سكانها من الأطفال والنساء، والرجال الأبرياء الذين لا ذنب لهم..
وأرفدت الإسرائيلية من أصل روسي في حديثها مع مراسلة صحيفة برافدا الروسية قائلة: (الجنون الذي أصاب السكان من أصل روسي جعلهم كالسكارى المتعطشين لشرب المزيد من الدماء والدماء.. مشجعين القتلة على المزيد من إراقة الدم.. وكأنما نسوا أو تناسوا جرائم العنف والعنصرية والاستبداد والكراهية التي عانوا منها هم وآباؤهم وأجدادهم على أيدي الشيوعيين السوفيت ليمارسوا نفس الجريمة التي اتخذت في حقهم على فلسطينيين عزل محاصرين ومقهورين.. ليس هذا فقط ما تجاهله هؤلاء الجناة بل تجاهلهم للمبدأ الأساسي في تعاليم ديانتهم الذي يقول:
(يجب ألا تفرحوا عندما تطرحون عدوكم أرضا)!
نوميكا صهيون شابة ومثقفة ولدت في الكيان المحتل من أبوين سياسي، وعسكري تعلمت منهما شيئا اسمه الحب تعيش بين جحفل من اليهود الروس المنضوين تحت علم (إسرائيل بيتنا) الذي يتزعمه الإرهابي افيجدور ليبرمان الرقم الصعب في معادلة السياسة الإسرائيلية الجديدة.
لا تنتظروا سلاماً إسرائيليا يُمنح.. وإنما يكتسب ويملى بإرادة القوة. وقوة الإرادة.. ووحدة الصف ووحدة الهدف وإلا فعلى السلام السلام..
الرياض
ص.ب 231185 الرمز 11321 فاكس 2053338