الجزيرة - جولة وتصوير - عبدالكريم الشمالي
تجربة رائدة على مستوى التنظير ولكنها لم تأت ثمارها المرجوة بعد، كلمات استنطقتها جولة ميدانية ل(الجزيرة) من عدد من أطياف المجتمع المعنيين بتجربة المجالس البلدية التي استحدثت منذ ما يقارب الثلاث سنوات.
انطباع سلبي
ابتدأت الجولة بسؤال عن مفهوم المجالس البلدية ماذا تعرف عنها وماذا قدمت؟
ليجيب في البدء أستاذ الإدارة بجامعة الملك سعود الدكتور ناصر آل تويم مشيراً إلى أن الفترة الأولى هي مرحلة تأسيسية ولقد كانت التوقعات آنذاك عالية بسب الزخم الإعلامي الذي صاحب الانتخابات ما أدى إلى انطباع سلبي لدى المواطن فيما بعد نتيجة لذلك، مؤكداً أن طبيعة النظام لم تتح للعضو ممارسة مهامه بالشكل المتوقع ما أدى إلى صدمة لدى المواطن لعدم ملامسته لأشياء مباشرة تهم شؤونه.
خطوة إيجابية
من جانبه قال أستاذ التربية الخاصة بجامعة الملك سعود الدكتور خالد الحمد: إن الخطوة على وجه العموم كانت إيجابية في منظومة الإصلاح الإداري في المملكة. وتمنى تفعيل دور المجالس بشكل أكبر متفقاً مع د آل تويم في أهمية ملامستها لهموم المواطن على أرض الواقع.
جهل بالأنظمة
أما المواطن مطلق عشق العتيبي فقد كان له رأي آخر، حيث إنه بدلاً من الإجابة على سؤالنا قام بتوجيه سؤال للمعنيين قائلاً: ماهي فائدة المجالس البلدية وهل بدأت تمارس أعمالها أم لا؟ مضيفاً بقوله: كل ما نعرفه أنه تم ترشيح الأعضاء ثم انتهى الأمر بذلك. وطالب بضرورة معرفة أنظمتها ومهامها، وأشار إلى أنه حاول معرفة ماذا تقدم ولم يجد إجابة ممن يعرفهم!.المواطن فرح بندر أكد عدم معرفته بأنظمة المجالس البلدية وأضاف قائلاً: أعتقد أن مهمتها تطوير المنطقة التي تم انتخاب المرشح بها لصالح مواطني منطقته أو بلدته. كذلك أكد خالد سمير المطيري جهله بمهامها.وأكد حسن شنيف العتيبي عدم إلمامه بأنظمتها وطالب الجهات المسؤولة بتوضيح مهامها وعلاقتها بالمواطن وما تقدم له من خدمات حتى يكون الأمر واضحاً للمواطن.سيف لافي قال بعفوية: (والله ما أعرفها ولا أدري عنها وسلامتك)، كما اتفق زيدان جابر المطيري مع من ذكروا بأنهم لا يعلمون أي شيء عن المجالس البلدية وانتخاباتها.من جانبه قال الشاب عمار باجبع: من المفترض أن نلمس واقع المجالس البلدية في المدينة مثل ما نلمس من جهود بذلتها هيئة تطوير الرياض مثلاً، خصوصاً داخل الأحياء.أما عبدالرحمن العمري أكد بأن لديه مفهوماً كبيراً عن المجالس وما تؤديه من خدمات، مضيفاً بأن هناك تواصلاً بينه وبين المجلس، وعاب على بعض الجهات عدم تفاعلها مع قضايا المواطنين التي يتولى شؤونها المجلس.وفاجأنا عبدالمحسن آل الشيخ قبل الإجابة بقوله: هل تريد الواقع أم المفروض؟ الواقع لم تقدم أي شيء ومن المفترض أن تقدم الخدمات التي تهم المواطن، حيث إننا حرصنا على المشاركة وترشيح القائمة بناء على طموحات بتقديم خدمات صحية وأمنية واجتماعية وبلدية وطرق وغير ذلك. وقال يوسف بن عبدالرحمن الخويطر: إنه لم يشارك في الانتخابات السابقة. وعن مفهومه لها أشار إلى أن الأعضاء قدموا برامج طموحة ولكن لم يلاحظ أي تغير في الخدمات المقدمة من قبل تلك المجالس.وقال صالح بن محمد السبيل: لا ننكر فرحتنا بالانتخابات البلدية في البداية ولكن حينما تكشفت الأمور أوضحت بأنها لا تواكب طموحاتنا كمواطنين وحسب ما اتضح لنا بأنها لم تعط الفرصة وبخاصة من قبل رؤساء البلديات، وأشار إلى أنه من المفترض أن لا يتولى رئيس البلدية رئاسة المجلس. أما عبدالعزيز الجريد فكان له رأي مختلف، حيث قال: إن المجالس البلدية لم تؤد دورها لسببين؛ الأول أن أهداف المجالس البلدية لم تصل للمواطنين، ثانيهما عدم فهم المواطن علاقته بالمجلس وذلك للقصور الإعلامي في هذا الجانب، وتساءل: هل المجلس البلدي يقتصر على التعقيب على مطب صناعي فقط أم له أهداف أخرى؟!من جهته طالب علي العبد الكريم بالشفافية والوضوح وعدم اقتصار إنجازات المجلس على الإعلامي المظهري وطالب بالاهتمام بما يهم المواطن. وأكد محمد الجابر باختصار بأنه مذ قيامها لم يلمس لها أي دور أو تغير في الأحياء، ولم يتضح دور تلك المجالس وأنظمها.أما ناصر الخويتم وخالد المرقاع أشارا إلى أنه بدون اطلاعهم على الصلاحيات الممنوحة للمجالس لا يمكنهم الحكم على أدائها، مؤكدين على أهمية توضيح مهام المجلس وما هو المطلوب منها تجاه المواطن، مضيفا الخويتم بأن الشائع لدى الأغلبية بأن البلديات لم تعط المجال والفرصة للمجالس لممارسة مهامها، وقال محمد الوهابي: سمعنا عن المجالس البلدية وقت الانتخابات فقط ومن ثم لم نر أو نسمع عن من قمنا بترشيحهم بل لا أنكر أنا نسينا أسماء من رشحناهم ولا نعلم أي شيء عن مهام وأنظمة المجالس التي طالب بتوضيحها للمواطنين.وأشار فهد المرشد إلى أن المجالس البلدية قامت بإنجاز أكثر من 70% من مهامها وهي صوت المواطن لدى المسؤول، أما محمد الخويتم فبادر بسؤاله: هل للأعضاء صلاحيات في البلدية أم لا؟ معترفاً بعدم معرفته بالنظام الذي ليس واضحاً للجميع.