يمثل الأمن القومي لأمريكا هاجساً يومياً, فلا يكاد يمر يوم دون أن تشير أمريكا إلى أمنها القومي, ولا يخضع هذا الأمر إلى مجاملات سياسية أو مصالح وقتية, فهي تعلن ذلك بكل وضوح ودون مواربة.
لهذا نرى أن التحركات الأمريكية على مستوى العالم السياسية منها والعسكرية, تهدف في النهاية إلى تحقيق الأمن القومي بوصفه هدفاً إستراتيجياً منوطاً بكل رئيس دولة, وبكل رئيس استخبارات, وبكل قائد عسكري.
حتى أن إسرائيل تصرح كثيراً بهذا الأمر بالطريقة نفسها التي تتحدث بها أمريكا عن أمنها القومي, فنتنياهو عندما تسلم مهامه كرئيس وزراء في إسرائيل مؤخراً أشار في أول جملة من كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة إلى أن أمن إسرائيل يمثل هدفاً أعلى يتوجب عليه تحقيقه كما ينبغي.
وإذا ما رحنا نبحث عن هذا الهاجس في المنطقة العربية, لا نراه حاضراً بتلك القوة, ولا يتحدث عنه الرئيس بالوهج نفسه الذي يحظى به في أمريكا والدول الغربية, بل إنه ليس ثمة إستراتيجية مستمرة موجهة ومدعومة للحفاظ على الأمن القومي (الوطني), وإنما تحركات الدول العربية حول هذا الموضوع يأتي كاستجابة لحظية ما تفتأ أن تموت بموت الحدث, والبحرين مثال قريب لذلك.
لا يكفي أن نتحدث في بلدنا عن (الوحدة الوطنية) فقط, بل نحتاج أن يكون لدينا إستراتيجيات طويلة المدى حول (الأمن الوطني) وأن تكون كل التحركات السعودية مرهونة بهذا الأمر, نريد أن يعزز المسئولون برامجهم الأمنية للحفاظ على أمن بلادنا, ليس من الإرهابيين فحسب, وإنما من كل التحركات الخفية التي تصنع (الطابور الخامس), نريد أن يكون (الأمن الوطني) هو الآخر هاجسنا كحكومة وكمجتمع وكمسئولين وأن يصبح هذا المعنى مشهراً على وسائل الإعلام في كل لحظة ودقيقة, في حين يعمل المسئولون المناط بهم بهذا الجانب بخطط دائمة وتنسيق مشترك لقطع الطريق على أي فكرة أو تجمع أو تحرك يستهدف أمننا الوطني على اعتبار أن (العدو الخفي) يجدد نفسه باستمرار ويتلون حسبما يستدعي الظرف.
Ra99ja@yahoo.com