لا يوجد عربي أو مسلم - وربما لا يوجد أحد في العالم- يثق في الحكومة الإسرائيلية! سواء شُكل هذه الحكومة زعيم ليكود أو زعيمة كاديما، وسواء كانت حكومة حزب أو حكومة وطنية موسعة أو غيره من التشكيلات. فإسرائيل بكافة حكوماتها عبر تاريخها الدموي عودتنا على أنها دولة مخادعة، ومخالفة للعهود والمواثيق، ولا تأبه بأرواح العرب والمسلمين!. ولعل أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى لخص ذلك قبيل مغادرته إلى واشنطن بقوله: إن سياسات إسرائيل (واحدة ولن تختلف نحو السلام بين حكومة رافضة وأخرى متشددة)، في تعليق على مساعي تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة. ولذلك، فإن التعويل على حكومة إسرائيلية راغبة في السلام، وجادة في طلبه ليس في محله. وبدلاً من ذلك، لا بد من اتباع أساليب للضغط على إسرائيل لمنعها من تكرار عدوانها على الفلسطينيين على أقل تقدير. ومن هذه الأساليب كشف جرائمها للعالم عبر المؤسسات الأممية. فخطابنا الإعلامي لابد أن يكون دولياً وبعدة لغات، بدلاً من أن ندور في حلقة إعلامية عربية مقفلة، لا يسمعنا أحد سوانا. كذلك يجب ملاحقة إسرائيل قضائياً عبر محكمة العدل الدولية، وتقديم الأدلة والبراهين لهذه المحكمة فضلاً عن شهادات الشهود المحليين والدوليين الذين يزورن قطاع غزة ويعاينون الدمار الذي حل به. فإسرائيل ارتكبت جرائم حرب واستهدفت المدنيين وخصوصاً الأطفال والنساء والعجزة، كما استعملت أسلحة محرمة دولياً، وخاصة الفوسفورية منها، وبالتالي، ليس من المنطق تركها تنجو من جرائمها، وكأن شيئاً لم يكن، أو مساواتها بالضحية. ولا بد أيضاً من إجبارها على تعويض الفلسطينيين عما لحقهم من دمار، وألا يدفع العرب وحدهم ثمناً لهذه الجرائم. كذلك، من الأهمية بمكان استخدام النفوذ العربي قدر المستطاع لدفع الدول الكبرى باتجاه الضغط على إسرائيل ولجمها، وخاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. فجماعات الضغط اليهودية تعمل على قدم وساق في أمريكا وأوروبا من أجل حماية مصالحها المبنية على أشلاء الشهداء، ونحن أولى منها بالدفاع عن حقوقنا، فلا بد من وجود جماعات ضغط عربية قوية وموحدة تعمل من أجل توضيح الحقائق، وعدم ترك المتعاطفين مع إسرائيل ليؤثروا على المؤسسات السياسية الغربية، كما حدث في جلسة الاستماع في الكونجرس الخاصة بمناقشة العدوان الإسرائيلي على غزة، فقد كان الخبراء الذين قدموا للشهادة متعاطفين مع إسرائيل ومبررين لجرائمها، وحملوا الطرف الفلسطيني أسباب الحرب، فأين الخبراء النزيهون من هذه الجلسات؟!.. وهذا فقط مثال على غياب الضغط العربي في العالم الغربي!.
***