الصورة مألوفة جداً في السعودية، سعودية التحولات الكبيرة، سعودية النمو والاستطالة والركض المتواصل، سعودية التاريخ والجغرافيا والتضاريس المتنوعة والمناخات المختلفة، سعودية عبدالله بن عبدالعزيز عراب النهضة السعودية الحديثة،
عبدالله بن عبدالعزيز ملك أوقد شمعة وأصر على بقائها متوقدة حتى تساهم في إنارة طريق السعودية، فطريق السعودية طويل ولا بد أن يكون النور مضيئاً ومعبداً وآمناً رغم الملثمين الذين يريدون الدرب مظلماً وبغيضاً، لكن عبدالله بن عبدالعزيز ملك جعل هاجسه الأساسي التغيُّر والإصلاح في الموقف وفي التعامل وفي التخطيط وفي الرؤى وفي استنباط الأشياء، عبدالله بن عبدالعزيز ملك قلب الموازين كلها وأعاد لكل حال حاله رغم أنف من يريد قتل الحلم والتطور والنمو ونشر اليأس والقنوط بين الناس ومسح كل إشراقات المستقبل في عيون الأطفال وأحلام الأجيال القادمة، عبدالله بن عبدالعزيز صيَّر لنا المستحيلات حقائق وجعل من الملح الأجاج عذباً صالحاً للشاربين وطالبي الري، لا بل أصر على أن تكون جرد الصحاري خضراء متعه للناظرين، لقد عالج عبدالله بن عبدالعزيز الملك الحب والحياة والصداقة والجمال والسياسة والاقتصاد والبحث عن الخلود وتعظيم الوطن وشكَّل المحور الأساسي لملحمة التغيير والتبديل والإصلاح وأذاع رؤية حديثة حققت الأشياء، عبدالله بن عبدالعزيز الملك الإنسان دق لنا الأجراس وطلب منا البحث بلا كلل عن مستقبلنا المشرق.. مستقبل البناء والعمار والفكر والعلم والثقافة والإبداع، عبدالله بن عبدالعزيز الملك كما اقترب من الإنسان العادي دخل في خبايا أعماقنا كلنا وعبر بديلاً عنا عن كل النوازع والخلجات التي لا نستطيع الإفصاح عنها بحرية اقترب منا واستنبط أحلامنا بحرفية متناهية، وفعل الذي فعل، عبدالله بن عبدالعزيز الملك تعرَّف على عصرنا بكل اتجاهاته السياسية والاجتماعية حتى قدَّم لنا تفرد التغيير وسمفونية الإبداع، عبدالله بن عبدالعزيز أقبل علينا فرحاً صافياً أبيض كالحليب ينظر ألينا بحرص وعطف وكرم ويشاطرنا الحلم والهم والمبتغى، عبدالله بن عبدالعزيز الملك له سقف إنساني كبير وأحاسيس عذبة وفيرة وندى مطر محملاً بالأبخرة العطرة، إنه الملك بكل ما تحتويه هذه الكلمة من جماليات وفنيات متوازنة.. في النهاية كما في البدء عبدالله بن عبدالعزيز حقق لنا في حركته هذه تواجدنا وانسجامنا الجماعي والإنساني.
ramadanalannezi@hotmail. com